أوقف الموقع الازرق والاكثر شهرة في العالم خدمة البريد الإلكتروني "فيسبوك كوم الت" التي كان قد أطلقها في نهاية عام 2010 والتي لم تلق رواجاً واسع النطاق. وقالت إحدى الناطقات باسم فيسبوك "نود إعلام مستخدمي العناوين الإلكترونية المنتهية بأن هذه الخدمة ستتغير".
وأوضحت أن هذا القرار قد اتخذ "لأن غالبية مستخدمي هذه الخدمة لم يعودوا يستعملونها.. ولأن المجموعة تفضل التركيز على خدمة تبادل الرسائل المخصصة للأجهزة المحمولة".
وكان "فيسبوك" قد بدأ في نهاية العام 2010 بتوفير عنوان إلكتروني لمستخدميه ينتهي بفيسبوك كوم الت. وقد اعتبرت تلك المبادرة تاتي في اطار منافسة خدمة "جي ميل" التابعة ل"غوغل".
وجي ميل خدمة مجانية للبريد الإلكتروني على الويب وبروتوكول مكتب البريد وبروتوكول الوصول لرسائل الإنترنت تقدمها شركة غوغل.
ويحفظ جي ميل الرسائل التي يقوم المستخدم بكتابتها تلقائيًا، وبإمكان المستخدم أن يسترجع محتويات الرسالة (والملحقات أيضًا) بالكامل عند حدوث أية أخطاء.
وتتيح غوغل ما يزيد عن 15 غيغابايت، وهذه السعة التخزينية الكبيرة غير متاحة في العديد من خدمات البريد الإلكتروني التي تقدمها شركات أخرى، وهي من الأسباب الرئيسية التي تجعل المستخدمين يسعون لاستعماله لانه بامكانهم الاحتفاظ بكل رسائلهم ولايضطرون إلى حذف أي منها.
وكان فيسبوك يعتقد ان نجاح خدمة البريد الإلكتروني التابعة له سيكون خطوة بالمسار الصحيح للشبكة الاجتماعية باعتبار انه يمتلك قاعدة عريضة من المستخدمين وتقديم خدمة البريد الالكتروني لهم سوف يزيد من قوته كما يمكن استغلالها في الإعلانات وجلب المزيد من الأرباح.
وتثير الصفقة الضخمة التي استحوذت من خلالها فيسبوك على خدمة "واتس آب" مقآبل 19 مليار دولار كثيراً من التساؤلات حول تكبد عملاق التواصل الاجتماعي المبلغ الفلكي وعن الطريقة التي سيؤثر بها هذا الاستحواذ على المستخدمين العاديين.
وتشير تقارير عديدة إلى أن فئة مهمة من مستخدمي فيسبوك، وهم المراهقون تحديداً، هجرت موقع التواصل الاجتماعي إلى خدمات مثل أخرى "واتس آب" لأن الأول أصبح أداة "غير مريحة" لهم مع انضمام آبائهم إليه.
وتشكل معايير الخصوصية على موقع فيسبوك واحترام الحياة الخاصة في صلب مخاوف 1.2 مليار مستخدم لشبكة التواصل حول العالم.
وتواجه فيسبوك استنكارا متزايدا من الرأي العام بعد أن أشارت معلومات الى انها من بين عمالقة الانترنت التسعة التي زودت برنامج "بريزم" التابع لوكالة الامن الوطنية ببيانات شخصية.
لكن تلك الشركات، ومن بينها "ابل" و"غوغل" و"مايكروسوفت" و"ياهو" نفت المعلومات التي تؤكد ان وكالة الامن الوطني يمكنها النفاذ مباشرة الى خوادمها. وبحسب السلطات الأميركية، يهدف برنامج "بريزم" الى تفادي الهجمات الارهابية.