قالت شركة «آي بي إم» الأميركية لصناعة أجهزة الكمبيوتر الليلة قبل الماضية، إن جهازاً خارقاً من إنتاجها فاز على أبطال بشر في برنامج «غيوباردي» الأميركي الشهير لقياس المعلومات العامة والثقافة، وذلك في تقدم كبير للذكاء الاصطناعي. وينطوي هذا الفوز على أهمية كبيرة، نظراً لأنه تحقق في مسابقة تتسم بالتفكير غير الخطي، وإلقاء أسئلة بلغة طبيعية، وهو ما تتخلف فيه عموماً أجهزة الكمبيوتر عن مخترعيها من البشر. ويتم أحياناً النقاش في موضوع أيهما أذكى، الإنسان أم الحاسب الآلي حيث يُبرهن من يرى بأن الإنسان أذكى من جهاز الكمبيوتر كون الإنسان هو من صَنَعَ ذلك الجهاز وهو من يقوم ببرمجته وإعطاءه الأوامر وعلى الكمبيوتر تنفيذها فقط؛ أي أنه مجرد منفّذ للأوامر لاغير. فيما يرى من يعتقد بأن الحاسب الألي أذكى من الإنسان أن قدرة عقل الحاسب تفوق قدرة عقل الإنسان بمراحل، فعقل الكمبيوتر يقوم بتنفيذ مليارات من العمليات الحسابية في الثانية وبدقة متناهية حيث يقوم بحل ومحاكاة معادلات فيزيائية ورياضية معقدة جداً لا يستطيع أذكى إنسان على وجه الأرض القيام بتمثيلها على أرض الواقع، وهذا ما يجعله أذكى من البشر مع الأخذ بالاعتبار كونه يشترك مع البشر في إمكانية التعلم الذاتي وهو ما يسمى في مجال الذكاء الصناعي بتعلم الآلة Machine Learning. وحتى الآن لم يوضع تعريف محدد للذكاء الاصطناعي، ويعود ذلك إلى غموض مفهوم الذكاء، لكن يمكننا تعريفه من خلال ما سبق بأنه كيفية جعل الكمبيوتر يؤدي عمليات مناظرة لقدرات البشر العقلية. وهناك تعريف آخر للذكاء الاصطناعي حيث يعرف بأنه ذكاء يظهر عند كيان اصطناعي غير طبيعي "من صنع الإنسان". ويشكل الذكاء الاصطناعي أحد فروع المعلوماتية التي تدرس تطوير البرمجيات و تقنيات ذكية لتطبيقها في مجالات الكمبيوتر و الروبوتات (الإنسان الآلي)، بحيث تمتلك سلوكاً ذكيا في أداء المهام أو في حل المشكلات. وبشكل آخر فالذكاء الاصطناعي يعني جعل جهاز الكمبيوتر يقوم بمهام مشابهة - وبشكل تقريبي - لعمليات الذكاء البشرية منها : التعلم والاستنباط واتخاذ القرارات. وتسعى الأبحاث التي تجرى في مجال الذكاء الاصطناعي إلى تحقيق هدفين رئيسيين: •الأول: الوصول إلى فهم عميق للذكاء الإنساني عن طريق محاكاته. •الثاني: الاستثمار الأفضل للكمبيوتر والعمل على استغلال إمكاناته كافة، وخصوصاً بعد التطور السريع لقدرات الحاسبات ورخص ثمنها.