اعتبرت مديرة "دار الآداب" للنشر اللبنانية رنا إدريس، أن المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء، الذي تشارك فيه الدار منذ دورته الأولى، "يتحسن بشكل مستمر". وأوضحت إدريس، في حديث مع وكالة المغرب العربي للأنباء ببيروت، بمناسبة مشاركتها في الدورة ال 20 للمعرض التي انطلقت الخميس الماضي، أن عدد القراء بهذه التظاهرة يزداد كل سنة بخلاف عدد من المعارض التي "عرفت تراجعا إما لظروف اقتصادية، سياسية، أو أمنية". وليست علاقة "دار الآداب"، التي أسسها سهيل إدريس سنة 1956، بالكتاب والمبدعين المغاربة وليدة اليوم، بل تأسست هذه العلاقة منذ ستينيات القرن الماضي، إذ تعاملت الدار، كما تقول رنا إدريس، مع كتاب وروائيين من أمثال الراحلين محمد شكري ومحمد زفزاف. ومما يجعل معرض الدارالبيضاء مميزا أيضا، حسب رنا إدريس، هو القارئ المغربي، الذي اعتبرته "قارئا مميزا ناقدا بطبيعته... مثقفا ومتابعا ، ولا يحب الروايات الخفيفة"، إلا أنها لاحظت أن هذا القارئ يميل، في الآونة الأخيرة، إلى الرواية، دون أن يتخلى عن هذه النظرة النقدية، التي اكتسبها من التجارب النقدية الغزيرة بالمغرب. وأقرت بأن العدد الكبير من المخطوطات الأدبية التي تصل الدار يكون مصدرها المغرب، والتي سجلت اهتماما كبيرا من قبل شبابه بجنس الرواية، لهذا "تحرص" الدار على التواجد كل سنة بمعرض الدارالبيضاء "من أجل التواصل مع القراء والنقاد والكتاب المغاربة الذين يقدرون هذه الدار التي تؤمن بأن الثقافة هي القادرة على توحيد العرب من خلال التمسك باللغة العربية وتطويرها لمواكبة العصر". ولم تخفت هذه العلاقة "الممتازة" بين الدار والمؤلفين المغاربة، بل استمرت حتى اليوم، إذ قامت في السنوات الأخيرة بنشر روايات ومؤلفات لروائيين وكتاب مغاربة، كمحمد برادة وبنسالم حميش وعبد الإله بن عرفة والبشير الدامون وعبد الرحمان جيران وغيرهم. وكانت آخر ثمرات التعاون بين الدار وهؤلاء المبدعين المغاربة، تؤكد مديرة "دار الآداب"، رواية "طائر أزرق نادر يحلق معي" للروائي يوسف فاضل الفائزة بجائزة السرد والمحكيات ضمن جائزة المغرب للكتاب برسم سنة 2014، والتي رشحتها الدار لجائزة البوكر العربية. وعن يوسف فاضل "الذي يتمتع بجانب كبير من السخرية"، قالت إدريس إنه "يشبه ما يكتب وهناك انسجام بين مواقفه اليومية وشخصيته وكتاباته لأنه صاحب رسالة سياسية وثقافية يتابعها ولا يخونها"، لهذا تؤكد "يقدره القارئ المغربي". وسبق ليوسف فاضل أن نشر عن دار الآداب الجزء الأول من ثلاثيته هذه تحت عنوان "قط أبيض جميل يسير معي"، والقارئ في انتظار الجزء الثالث منها، تخلص رنا إدريس، ليكتشف "عن أي حيوان سيكتب فاضل، ما هو لونه، وأين يسير أو يحلق¿".