و جاء برنامج مسار بشكل مفاجئ إلى الساحة التعليمية في بلادنا ، مسار فاجئ الكل من الأطر التعليمية مرورا بالثانويات التأهيلية نهاية بالطلبة الثائرين عليه ، الذين ما إن سمعوا الخبر حتى خرجوا عن بكرة أبيهم في مظاهرات لا هوادة فيها ، مشكلة إضرابا من نوع أخر ، تضاف لتلك التي يقوم بها الأساتذة بشتى أنواعها ، كان أخرها المتعلق بالترقية . إن برنامج مسار قد برهن على أن التعليم المغربي لا زال يعاني من عدة مشاكل ( إضافة لتلك التي يتفق عليها الكل) ، فأول مشكل أظهر أن جل أساتذتنا شبه أميين في استعمال الحواسيب ، إذ أن أغلبهم لن يستطيع العمل على مسار لوحده ، وعندها لا بد أن تبتكر الوزارة كتابا تحت عنوان " كيف تحترف مسار في 5 أيام " ، هذا إذا لم تستطع أن تقوم بدورة تكوينية للأساتذة ، يكون لها هدفان أولهما برنامج مسار أما الهدف الأخر فيتحدث عن كيفية الولوج إلى الشبكة و الإبحار في معالمها ، فجل الأساتذة لا يفقهون شيءا في هذا المجال... أما إذا تكلمنا عن المشاكل التي يعاني منها الطلبة و وضحها لنا مسار، فتلك كثيرة ، فبالرغم من تلك الجحافل التي تخرج يوميا من أجل التظاهر فإن أغلبها لا يعلم لماذا يتظاهر أساسا ، تلك الفئة و جدت التظاهر فرصة مواتية لهم من أجل عطل لا رسمية ، وهاذا بحد ذاته غباء أخر ...؟ لأنهم يقاطعون دراسة 4 ساعات و يتظاهرون أكثر من ذلك ، ناهيك عن الجهد البدني وحرارة الشمس التي تكون فوق رؤوسهم ، ولكنهم يفضلون كل هذا على ساعات يقضونها في القفص الدراسي ، و هذا يبين لنا درجة الكره الذي يكنه هؤلاء التلاميذ للثانوية و الأستاذ ، في مرحلة يقال عنها مرحلة الوعي الدراسي ، وهنا يكمن الخلل التعليمي . مسار وضح لنا قصر نظر معظم التلاميذ ، فبحجة أنا هذا سيؤثر على عطاءات التلميذ ، مما سيحرمهم من الإلتحاق بإحدى المدارس العليا ، خرج فوج أخر من الطلبة إلى الساحات .... ولكن حجتهم هذه واهية ، فالمثل يقول " إذا عمت هانت " ، لتوضيح الأمر فالمدارس العليا تعتمد على الترتيب و ليس على المعدلات ، فإذا كانت المعدلات مرتفعة فإن معدلات القبول والمباريات سترتفع و إذا إنخفضت فكذك سنلاحظ إنخفاضا في معدلات القبول... و هكذا سيكون الأمر سيان ، ولكن المنكر الذي لن يقبله أحد هو أن يطبق البرنامج على مجموعات دون أخرى ، هنا وجب على الكل أن يخرج ، و أن يتظاهر في حق مشروع لا غبار عليه ، على غرار ما سمعنا فإن بعض الثانويات غير موصولة بالشبكة العنكبوتة ، وهذا مشكل لا حل له في أغلب الأحوال ، إلا إذا كان للوزارة حل سحري غاب عن الجميع.