فمن شاهد وضعية المدن المغربية جراء الأمطار التي عصفت بها مستغلة بنيتها التحتية الهشة فلن يصدق أن المغرب كان في يوم من الأيام على بعد خطوة صغيرة من تنظيم نهائيات كأس العالم 2010 بل أكثر من ذلك سيعتقد أنه في بلد حقق استقلاله قبل سنوات قليلة فقط,لن نقول أن الحظ قد خاننا في عدم تنظيم كأس العالم لكنه على عكس ذلك فقد حالفنا لأننا لو نجحنا في تنظيم هذا المحفل العالمي فسندخل في متاهات سنجني من ثمارها أضرار كبيرة ستقضي حتما على صمعة المغرب سواء الإقتصادية أو السياسية. أعتقد أن القاعدة التي تقول أن تنظيم كأس العالم يساهم في التنمية الإقتصادية كانت ستُكسر في المغرب لو نجحنا في التنظيم لأنها هذا الأخير سيكون بمثابة حرب أهلية سنخلف من ورائها خسائر لا تحمد عقباها, ففي كل لحظة تراودني تساؤلات كثيرة(ماذا أعددنا لتنظيم هذا العرس الكروي ?هل سننجح في هذا التنظيم رغم المحسوبية و الزبونية التي لازالت تطال الوسط المغربي ………?)فلا ألمس أي مؤشر إيجابي يشجع هذا الترشيح الذي كان سنة 2004 فكل المعطيات كانت ضدنا من ملاعب ,فنادق,طرق برية,الأمن,...........مقابل جنوب إفريقيا التي كانت تملك بنية تحتية قوية مترجمة على أرض الواقع بخلاف المغرب الذي كان يأمل بنيل هذا التنظيم بمخططات مستقبلية لم و لن يكون لها وجود.خلاصة القول هي أننا لن نحلم بالتطور و التقدم في أي مجال كباقي الدول الأخرى مادامت عقليتنا لم تتغير,مادامت السلطة تعتبر غاية أكثر من أن تعتبر وسيلة لخدمة و تنمية هذا البلد,مادامت أشكال الفساد تعشش في السياسي أو المسير الرياضي المغربي ............ فضمان الإزدهار الرياضي و السياسي ثم الإقتصادي لا يتطلب إمكانيات مادية و بشرية بقدر ما يحتاج إلى عقلية مطعمة بالروح الوطنية و خالية من كل فكرة تؤدي إلى تغليب المصلحة العامة على حساب المصلحة الخاصة. rafikayoub.blogspot.com [email protected]