حقق فريق من العلماء اختراقًا كبيرًا في مشروعهم الطموح لبناء دودة كاملة من اول خلية الى آخر خلية في نموذج برمجي، ببلوغ الدودة الرقمية مرحلة الحركة الفعلية للمرة الاولى. يشارك في مشروع الدودة OpenWorm علماء ومبرمجيون من أنحاء العالم جمعهم هدف واحد هو إعادة بناء دودة الربداء الرشيقة التي اسمها اللاتيني Caenorhabditis elegans ومحاكاة سلوكها داخل ماكنة. وتعيش الربداء الرشيقة في التربة الدافئة، وهي أول كائن عضوي متعدد الخلايا أنجز العلماء تسلسله الجينومي كاملاً. وكانت الدودة المرشح الأمثل للمشروع بسبب سلوكها المتقدم نسبيًا مثل إيجاد شريك تتناسل معه وتجنب المخلوقات المفترسة رغم إنها تتكون من 1000 خلية فقط، وكانت موضع قدر هائل من الأبحاث العلمية. وقام العلماء ببناء كل المكونات الأساسية للدودة في برمجية ابتداء من اللبنة الأولى حتى اللبنة الأخيرة. ويأمل العلماء بأن يتوصلوا الى السلوك الملحوظ للديدان الحقيقية في نهاية المطاف حين يكون نموذجهم البرمجي دقيقاً بما فيه الكفاية. وأنشأ العلماء نموذجاً يحاكي كل خلية من خلايا الدودة بما في ذلك الروابط العصبية بين الخلايا داخل بيئة جديدة تحاكي بيئتها اطلقوا عليها اسم غبيتو Geppetto. وأظهر العلماء أن أحدث نموذج أنشأوه للدودة يتحرك ويتلوى كالربداء الرشيقة وبنفس سرعتها في دليل على التقدم الذي يحققونه نحو هدفهم النهائي رغم أن النموذج كان يتحرك بتعليمات مشفَّرة وليس بتوجيه من "الدماغ الاصطناعي" الذي يجري تطويره الآن ويتألف من 302 خلية عصبية. ويمثل المقطع القصير من المعلومات حركة مدتها ثلث ثانية تطلب حسابها 72 ساعة على الكمبيوتر، كما ذكرت صحيفة الديلي تلغراف. واعترف فريق العلماء على موقعهم الالكتروني أن النموذج الذي انشأوه قد يتضح كونه غير صحيح، مشيرين الى "أن جميع النماذج خاطئة ولكن بعضها مفيد". وأوضح فريق العلماء أن الغاية من بناء النموذج هو اختبار التوقعات التي تُبنى عليه، واستنادًا الى درجة تطابقه مع البيانات المتاحة يمكن أن يقدروا مدى محاكاته للواقع. ولاحظ العلماء أن استكمال النموذج معيار وظيفي، ويكون النموذج مكتملاً حين ينسجم مع البيانات المتاحة عن سلوك الدودة.