مما لاشك فيه أن المُتتبع للتصريحات الأخيرة لوزير الشؤون الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة بخُصوص ردِّه على ما أدلى به الرئيس الفرنسي فرونسوا هولاند حول الجزائر ،سيستغربُ للغة المُستعمَلة من لدنه والتي لا تتماشى وحجمَ الغضبِ والقلق الشعبي من كلمة للرئيس هولاند خلال حفل "الكريفت" الاخير. فقد بدا وزير الخارجية لعمامرة لبقاً للغاية في الردِّ على تصريحات "غير لبقة" من الرئيس الفرنسي إزاء الجزائر،ففي ندوة صحفية عقدها مع وزير الخارجية الصيني الذي يزور الجزائر وصف لعمامرة تلك التصريحات ب"الحادث المؤسف" و"التصريحات التي لا تُقدم إضافة جيدة للعلاقات بين البلدين" ،وأضاف قائلا "التصريحات غير المبرمجة وروح الدعابة يجب أن تترافق مع المسؤولية واللباقة". وإذا كان التصوُّر ومن بعده التصرُّف بهذه الطريقة مع "حادث الإليزيه" فأي "حادث" من "الحادثين" يستحق التصعيد والتجييش ؟ هل هو "حادث الإليزيه" أم "حادث القنصلية" ؟ وأي "حادث" أخف ضرراً من الآخر ،"حادث القنصلية" الذي كان من وراءه مواطن مغربي عادي بمعنى أنه حادث معزول أم تصريحٌ لرئيس دولة كبيرة في الإتحاد الأوربي وأمام المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا ؟ الحق يقال أن نيَّة التصعيد تُجاه المغرب من لدُن حكام الجزائر الشقيقة ولأتفه الأسباب جَليَّة لكل مُتتبع للشأن المغاربي ،فرمطان لعمامرة يستغل كل فرصة سانحة ليُجدد إدانته "لحادثة اقتحام القنصلية" الجزائرية في مدينة الدارالبيضاء نهاية شهر أكتوبر الماضي ،الأمر الذي ترك على حد تصريحه الأخير لقناة فرانس 24 "جُرحا في الضمير الجماعي الجزائري". بيد أنّ "سُخرية" فرونسوا هولاند والتي خلقت صدمة وقلق كبيرين لدى أوساط المجتمع الجزائري هي فقط من منظور السيد الوزير "حادث مؤسف". يُذكر أنه خلال حفل الاستقبال الكبير الذي أقيم بقصر الإليزيه والذي حضرته شخصيات يهودية وفرنسية كبيرة، خاطب الرئيس الفرنسي وزير داخليته "مانويل فالس" الذي كان واقفاَ الى جانبه قائلا "أظن أن فالس بصدد الذهاب من أجل زيارة الجزائر"، قبل أن يستدرك ويقول "بل عاد من الجزائر، سالما،مُعافى وهذا بحد ذاته شيء كبير". وقد إنفجر الحضور بقاعة الاليزي ضحكاً بمجرد تفوه الرئيس الفرنسي بتلك الكلمات،وهو ما اعتبره الجزائريون إساءة كبيرة لأن الرئيس الفرنسي لم يحترم فيها بلدا كاملا تقول الصحافة الجزائرية.