شكل تربية الإبل بجهة كلميم - السمارة نشاطا اقتصاديا راسخا في ثقافة وتقاليد سكان المنطقة، الذين اكتسب العديد منهم، على مدى سنوات، خبرة واسعة في هذا المجال. ويتوفر هذا القطاع على مؤهلات مهمة تتمثل في أراضي رعوية شاسعة ممتدة على مساحة ستة ملايين هكتار، ووجود مصادر مائية جوفية كافية لتوريد الماشية، وتزايد الطلب على منتوجات الإبل، غير أنه، في الوقت نفسه، يعاني من إكراهات تحد من تطويره بالشكل المطلوب، وذلك على الرغم من المجهودات المبذولة. وحسب المهنيين، فإن النهوض بهذا القطاع يستدعي تفعيل البرنامج الجهوي الذي ينص على ترقيم القطيع وتحسين وضعيته الغذائية، وتشجيع إنشاء وحدات نموذجية عند مربي الإبل، وإحداث وحدات بيطرية متنقلة، وتثمين منتجات الإبل، ووضع برنامج لتحسين النسل، وتقوية البحث حول الأمراض المنتشرة، وجعل البحث العلمي في خدمة الكسابين والمربين. وتتوفر جهة كلميم - السمارة، الممتدة على مساحة تقدر ب142 ألف و 380 كلم مربع بما يمثل 18,8 في المائة من تراب المملكة، على 31 ألف رأس من الإبل تنتج سنويا 1500 طن من اللحم و210 طن من الحليب. وبالنظر للدور الأساسي الذي يمكن أن يضطلع به هذا القطاع في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمناطق الجنوبية، وضعت وزارة الفلاحة والصيد البحري استراتيجية لتطوير سلسلة الإبل في إطار (المخطط الأخضر) ترمي إلى تطوير إنتاج الإبل وتثمينه لتلبية حاجيات السكان، ودعم الأنشطة المدرة للدخل، وخلق فرص الشغل، مع الاهتمام بالمبادرات الخاصة في مجال الاستثمار بهذا القطاع. ومن أجل تفعيل هذه الاستراتيجية، تم توقيع عقد برنامج بين الحكومة? ممثلة في وزارتي الاقتصاد والمالية والفلاحة والصيد البحري? ورؤساء الغرف الفلاحية، يشمل الفترة الممتدة من 2011 إلى 2020 ، كإطار لتلبية حاجيات تطوير قطاعي اللحوم الحمراء وحليب النوق، وجعلها أحد ركائز التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياحية لساكنة الجهات الجنوبية للمملكة. وحسب المديرية الجهوية للفلاحة لكلميم - السمارة، فقد تم خلال السنوات الثلاث الماضية، إطلاق مجموعة من العمليات في إطار مخطط (المغرب الأخضر) همت، بالأساس، توفير المياه لتوريد القطيع عبر تهيئ نقط الماء واقتناء الصهاريج البلاستيكية المرنة، وبناء ثلاثة مراكز لجمع الحليب، وتنظيم المعارض، وتقديم الإعانات للكسابين، وإنجاز دراسة ميدانية بشراكة مع المهنيين لوضع مرجع تقني واقتصادي للرفع من إنتاجية الإبل. وقال المدير الجهوي للفلاحة محمد ضرفاوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه تمت مواكبة هذه العمليات ببرنامج أفقي يهدف إلى محاربة آثار الجفاف ضم مجموعة من التدخلات شملت، على الخصوص، توفير الأعلاف المدعمة وتحمل مصاريف نقلها، وتكثيف التأطير الصحي للقطيع، وتوفير المياه عبر اقتناء الشاحنات الصهريجية وإنشاء وتجهيز نقط الماء. وأشار إلى الصعوبات التي تحول دون الإسراع في تنفيذ مختلف العمليات المدرجة في إطار برنامج تنمية سلسلة الإبل، ومن بينها غياب التنظيمات البيمهنية، وطابع الترحال الذي يميز منظومة تربية الإبل، والظروف المناخية الصعبة التي عرفتها أقاليم الجهة خلال السنوات الأخيرة والتي اتسمت بقلة التساقطات المطرية. للإشارة فإن برنامج تنمية سلسة الإبل، الذي سيستفيد منه 600 من المربين على مستوى جهة كلميم - السمارة، يتوخى الرفع من إنتاج اللحوم من 1500 طن إلى ثلاثة آلاف طن، ومن إنتاجية الحليب من 210 طن إلى 1500 طن، ورفع دخل الكساب من 80 ألف درهم إلى 128 ألف درهم بالإضافة إلى خلق 92 ألف يوم عمل.