أعلنت الجمعية المغربية لمحاربة الرشوة (ترانسبرانسي)، اليوم الثلاثاء بالدارالبيضاء، عن إطلاق حملة وطنية تواصلية في التاسع من الشهر الجاري بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة الرشوة تحت شعار "لا للإفلات من العقاب". وأوضحت الجمعية، في ندوة صحفية عقدتها بمناسبة إعلان منظمة الشفافية الدولية عن مؤشر إدراك الرشوة برسم سنة 2013، أن هذه الحملة، التي تأتي في سياق حملة دولية تنظمها هذه المنظمة ضد الرشوة، ستتم عبر القيام بحملات تواصلية إذاعية بالعربية والفرنسية والأمازيغية، من خلال المحطات الإذاعية الوطنية الأكثر انتشارا، وإجراء حوارات مصورة مع أعضاء الجمعية بخصوص موضوع الرشوة ومحاربة الفساد في المغرب يتم بثها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وموقع الجمعية عبر الأنترنت، ونصب لوحات إعلانية في الأماكن العمومية وحافلات النقل الحضري في الخطوط الأكثر استعمالا من قبل المواطنين. وأضافت أن إطلاق هذه الحملة يشكل خطوة متقدمة في عمل الجمعية على الصعيد الوطني من أجل تكريس ثقافة الكشف عن كل محاولات خرق القانون والمس بكرامة المواطن من خلال استغلال السلطة ومواقع النفوذ، إضافة إلى أنها تبرز رغبة الجمعية في مواكبة الحركية المجتمعية العالمية المناهضة لكل أشكال الفساد عبر العالم وخاصة على المستويين المالي والسياسي. من جهة ثانية، عرضت الجمعية خلاصات تقريرها السنوي حول حصيلة أنشطة مركز الدعم القانوني لمحاربة الرشوة في الفترة ما بين يناير و31 أكتوبر 2013. وأظهر التقرير أن المركز تلقى خلال هذه الفترة 797 شكاية تم فتح تحقيق بخصوص 94 منها فيما حفظت باقي الملفات بسبب عدم توفر الإثباتات أو المعلومات الكافية أو كونها شكايات معروضة أمام القضاء أو شكايات تنتظر استكمال المعلومات أو لا علاقة لها بموضوع الرشوة. وتهم نسبة 77 في المائة من الملفات المفتوحة موضوع الرشوة، فيما تتوزع النسب المتبقية على الشطط في استعمال السلطة واستغلال النفوذ وانعدام الشفافية واختلاس المال العام. كما تم الإعلان عن تنظيم الدورة الثانية من تظاهرة "استعجال الكلام" من 29 دجنبر الجاري إلى 2 يناير المقبل، بمشاركة مجموعة من الفنانين الشباب من أجناس إبداعية مختلفة ينحدرون من خمس مدن هي الدارالبيضاء وسيدي بنور والجديدة وآسفي وبن جرير. ويشمل برنامج هذه التظاهرة، التي تتوخى إشراك فئات واسعة من الطاقات الشابة وتحسيسها بأهمية الانخراط في كل المبادرة الرامية إلى محاصرة ظاهرة الرشوة ومحاربتها، تقديم عروض موسيقية وشعرية ومسرحية ولوحات من فن الحلقة، إلى جانب تنظيم قافلة "استعجال الكلام" التي ستجوب المدن الخمس ابتداء من 29 دجنبر الجاري، حيث سيتم تنظيم حلقات فنية معاصرة من تنشيط مجموعات موسيقية شبابية وعروض مسرحية في الساحات العمومية بشراكة مع جمعيات محلية. وأكدت الجمعية أن كل هذه المبادرات تتوخى الإسهام في تحسين صورة المغرب على الصعيد الدولي في ما يتعلق بالجهود الرامية إلى محاربة الرشوة ومكافحة الفساد لا سيما وأن المغرب، حسب الجمعية واستنادا منها إلى تصنيف منظمة ترانسبرانسي الدولية برسم سنة 2013، يحتل المرتبة 91 على الصعيد الدولي و17 على المستوى الإفريقي في ما يخص مؤشر إدراك الرشوة. واعتبرت أن المغرب في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود والانخراط في إصلاحات هيكلية تمكن من الحد من انتشار الرشوة التي باتت تكلف الكثير للاقتصاد الوطني، وتقوض دعائم دولة القانون وتفكك النسيج الاجتماعي، مشيدة في الوقت نفسه بالمبادرات التي تقوم بها مختلف هيئات المجتمع ومؤسسات المجتمع المدني من أجل محاربة هذه الآفة.