لا نريد لهذا التحقيق بماهو موضوع في الدعارة أن يكون مجرد اثارة جنسية أو استغلاله أي الجنس كطابو أو قضية مسكوت عنها في المدارس و البيوت ليبقى محصور نقاشه بين الشباب في المقاهي و الحانات و عبر المراسلات فالهدف هو اثارة الانتباه الى ظاهرة تنبت كالفطر في مجتمع له من شروط الاستغلال و الفقر ما تسمح بذلك.....سبق لنا أن انجزنا موضوعا نشر باحدى الجرائد الوطنية عدد 68 تحت عنوان : الدعارة بالحسيمة على لسان محترفاتها و اختلفت الردود حوله بين محافظ و رافض و مؤيد له ..فكانت المفاجأة فالدعارة لا مكان محدد لها و لا زمان ...فحيث توجد البطالة القر و الاستغلال فثمة امتهان للدعارةبما هي بيع للجسد من اجل الاستمرار في الحياة...في مدينة تطوان الامر جد مختلف...فكانت الصدمة عند استماعنا لبض الشهادات ...شهدات لا تحمل تلك القصص التي ألفنا سماعها ...كالطلاق و التفكك العائلي و الاغتصاب و الفقر..فالشهادات التي سنعمل على نشرها تمتزج بالجرائم:اختطاف العاهرات اغتصابهن جماعيا أو احتجازهن أوزنا المحارم....فالدعارة بتطوات لها طعم الجرائم الكبرى....أنه عالم تطوان الخفي ..و أغلب هذه الاعتداءات تبقى في طي الكتما! ن .. ان التطرق الى ظاهرة الدعارة أوالى أية ظاهرة سوسيولوجية ليس ترفا فكريا بل هو طريق شاق و محفوف بالمخاطر و الموقف منها او قل نتائج تحليل الظاهرة ليست دائما محايدة فهي تكشف عن البنية الفكرية التي منها يستقي الباحث أدواته و مفاهيمه ..و من بين الافكار الجاهزة التي يرتكن اليها المحافظون تلك الافكار التي تنسب دائما اسباب الدعارة الى عوامل خارجية ....انه نوع من الخمول الفكري يعكس خلفية اديولوجيو واضحة.....في نظرنا للدعارة أسبابها\ داخلية و بلغة واضحة هي نتيجة القهر و الفقر ة الاستغلال.....مثلها مثل التسول و الهجرة السرية و السرقة بالعنف ....دوافعها واحدة انها الحاجة الى المال انها الحاجة الى المال هي التي تقود المرأة الى بيع جسدها لوماجهة مصاريف الحياة من كراء و شراء دواء اعالة اسرة أو تربية ابناء ...انه الانتقال من الادمية الى الشعور بالدونية ...لكن عند تناول ظاهرة البغاء غالبا أودلئما يتم التغاضي عن الاطراف الاخرى فلو لا الزبون أو طالب اللذة و لو لا الوسيط لما كان هناك و جود أصلا للدعارة... الزبون يستهلك العاهرة في المساء و يتحدث عنها في الصباح كأنها عالم منفصل عنه ...في هذا الصدد راجع كتابات فاطمة المرنيسي...و الطرف الاخر و المستفيد الاول هو الرأسمالي أو مالكي الفنادق الكبرى المخصصة للدعارة... الملاهي الليلية و الحانات ....في هذه الاماكن تصبح العاهرة شيئا ضروريا تؤثث المكان و بها تستفيد الباطرون من مداخيل مالية خيالية... انها المفارقة....ليس هنا مجال للخوض في مثل هذه القضايا بل هي اشارة و ملاحظات أساسية نراها ضرورية لطرحها في النقاش.....لنترك الفرصة للنساء التي قادتهن ظروفهن القاهرة لتعاطي الدعارة...ففي هذه الشهادات بوح و بمرارة عن تجربتهن في هذا العالم الغريب... عالم الدعارة..... الشهادة الاولى:تقول احداهن:-تخلنا عنا والدي و ترك البيت مبكرا...فتزوجت أمي برجل اخر بعدما ظنت أنه سيعوضها عن الاول....كان مدمنا على شرب الكحول\الخمر......أمي كانت تتركني رفقته بالبيت للا رتباطات تبرر امي بها غيابها \ عصية على الفهم ....عمري انذاك لم يكن يتجاوز 13 سنة....في أحد الايام ا قتحم زوج أمي غرفتي ..فاغتصبني .في غيابها..بعدما حكيت لها القصة \ المأساة بقيت مكتوفة الايدي....واتخذت من الشارع ملاذا و ان لم يكن امنا....علمت أن أمي تشاجرت مع الوحش الادمي أو هكذا كانت تسميه ...و ضربته بكأس.......و قد أذيع خبر اختفائي في برنامج مختفون.بالقناة دوزيم....بعدما احتد الخصام رفعت أمي شكاية الى القضاء...و حوكم أبي أو زوج أمي أي مغتصبي ب 5 سنوات سجنا ....و قد أفرج عنه منذ 8 أشهر..... عبد الصمد الدراوي/تطوان