على الرغم من نهاية الاستعمار البريطانى عن دول الخليج العربية منذ مطلع السبعينيات، إلا أن كبار الأثرياء العرب مازالوا مغرمين بحياة نظرائهم البريطانيين المحافظين على التقاليد وقواعد البرتوكول والاتيكيت. وهذا ما كشفت عنه شركة «بريتيش باتلر اكاديمى» ومقرها العاصمة البريطانية لندن والمختصة فى تدريب وتوفير خدم المنازل للأسر الثرية. وحول هذه الشركة التى توفر بحسب موقعها الإلكترونى خدم منازل وطواقم فندقية حول العالم، قال تقرير نشرته قناة العربية إنها وظفت 430 من كبار الخدم حول العالم بزيادة نسبتها 100%، عن العام الماضى، وأربعة أضعاف عن 2010. ومن ناحيتها نقل تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية بى بى سى عن أحد كبار الخدم يدعى ديلون (37 عاما) ويتقاضى الآن 100 ألف جنيه استرلينى سنويا . ويعمل ديلون (جندى سابق بالجيش) حاليا لدى عائلة إماراتية تقيم فى جميرا بالم، ويقول «بدأت براتب 35 ألف جنيه إسترلينى، بالإضافة إلى تكفل صاحب العمل بجميع المصاريف، وأتقاضى اليوم 70 ألف جنيه إسترلينى لكننى أعمل بجد واجتهاد كبيرين». ويضيف «من المفترض أن أكون تحت الطلب على مدار اليوم والساعة، ويجب أن أعتنى بالاحتياجات الشخصية لمن أعمل لديه كالملابس وتذاكر السفر والحجوزات والتسوق. كما ينبغى على أن أحرص على أن يكون مظهره جيدا مهما كانت الظروف. ويضاف لراتب ديلون إعفاء ضريبى (وهو أمر يفضله البريطانيون) ومكافآت، وعطلات طويلة، وطائرة خاصة فى تنقلاته، وشقة جميلة. لكن الأمر لا يخلو من عيوب، إذ يتعين عليه أن يبقى تحت الطلب فى أوقات غير ملائمة، وأن يتعاطى مع «طلبات مجنونة» من قبيل رعاية حيوانات العائلة، وإظهار أقصى درجات الدبلوماسية واللياقة والصبر والهدوء. ويعمل آدم هو الآخر كبيرا للخدم فى دبى لدى صاحب عمل يملك يختا بطول 65 قدما، حيث يتوجب عليه أن يهتم ويعتنى بمشاهير سقف طلباتهم مرتفعا للغاية، وبعضها غريب عجيب، مقابل 90 ألف جنيه استرلينى سنويا (إضافة للمكافآت). إحدى تلك الطلبات الغريبة مثلا كان السفر مع قائد طائرة خاصة إلى سويسرا لشراء نوع خاص من القهوة. وفى مرة أخرى كان يتعين عليه أن يعثر على أطباق من نوع خاص من الزجاج من أوروبا، لأن إحدى الضيفات المهمات جدا لا تتناول طعامها فى أطباق مصنوعة من الخزف. وربما ساعدت الشعبية الكبيرة التى حظى بها المسلسل البريطانى داونتن آبى فى الترويج للمستخدمين البريطانيين وقواعد الإتيكيت البريطانية، وفق وليام هانسون، الخبير فى خدمات كبار الخدم البريطانيين. وكشفت الشركة عن أن كبار الخدم فى السعودية هم الأعلى دخلا، حيث يصل اجر الواحد منهم إلى 150 ألف جنيه استرلينى.