مُتابعة : عبد الرحيم القاسمي مما لاشك فيه أن زيارة العاهل المغربي محمد السادس إلى الولاياتالمتحدة شكلت اختراقا دبلوماسيا نوعيا في مختلف الملفات، حيث أعلن البيت الأبيض ،صراحة، دعما لا لبس فيه لمقاربة الرباط لحل قضية الصحراء المغربية باعتماد الحكم الذاتي، كما أشاد بالإصلاحات الديمقراطية التي تعيشها البلاد. وغني عن البيان أن البيت الأبيض أكد أن خطة المغرب للحكم الذاتي للصحراء "جدية وواقعية وذات مصداقية"، وأنها "تمثل مقاربة ممكنة يمكن أن تلبي تطلعات سكان الصحراء لإدارة شؤونهم في إطار من السلام والكرامة"، وفق ما جاء على لسان المتحدث باسمه جاي كارني يومه الجمعة الماضي. تصريح كارني الذي جاء ساعات قليلة قبل اللقاء الذي جمع الملك محمد السادس بالرئيس باراك أوباما أضفى على اللقاء جوا من الود والتفاهم، وأعطى إشارات واضحة بأن واشنطن تدفع باتجاه حل قضية الصحراء وفق الضوابط التي ترفعها الرباط وخاصة التمسك بمغربية الصحراء واعتماد الحوار الإيجابي لبلوغ الحل النهائي. صحيفة العرب في عددها الصادر لهذا اليوم خلُصت الى أن "العاهل المغربي كسب معركة الصحراء من واشنطن" وأوردت تحليلات مراقبين الذين قالوا "إن الوضوح في الموقف الأميركي تجاه قضية الصحراء سينهي الرهانات الخاسرة التي تعتمدها البوليساريو ومن ورائها الجزائر في تفسير مغاير للموقف الأميركي أو محاولة تحريك منظمات محسوبة على حقوق الإنسان للحصول على مواقف على مقاسها". وأضاف المراقبون،بحسب نفس المصدر، "أن موقف إدارة أوباما الحاسم يؤكد أنها على اطلاع كبير على ما يجري في الملف حيث أن السكان المحليين يدعمون خيار الحكم الذاتي ويريدون الاستقرار والتنمية بينما تتمسك البوليساريو والجزائر بالعنف والفوضى ما جعل مخيمات تندوف أرضية خصبة لمجموعات متطرفة استفادت من سلاح الجزائر وأموالها ومن تدريبات البوليساريو وشاركت هذه المجموعات في الحرب الأخيرة بمالي". يُشار إلى أن الوضع الكارثي في مخيمات تندوف سبق أن كشف تفاصيله تقرير صادر عن الأممالمتحدة، وتقارير منظمات ومراكز بحث متخصصة في الولاياتالمتحدة وأوروبا، ولم تكن الإدارة الأميركية غافلة عن هذه الصورة لهذا كان موقفها مع الحكم الذاتي الموسع ومع التنمية والاستقرار.