اذا مللت زيارة وجهات السياحة الأرضية، ولم تعد تثيرك الجزر الكاريبية ولا السواحل اللازوردية.. وإذا كانت المدن الأوروبية تشعرك بالبرد والغربة، وتصيبك الدول العربية على جمال مشاهدها الطبيعية بالرعب والإحباط لانتشار مشاهد القتل والدمار في الكثير منها، فالحل امامك رحلات سياحية الى الفضاء للانعتاق من جاذبية الارض وصداعها. وسياحة الفضاء هي السفر إلى الفضاء لأغراض ترفيهيه أو ترويحية أو مهنية، وظهرت عددٌ من الشركات الناشئة في السنوات الأخيرة، تأملُ بإنشاء صناعة سياحة الفضاء.
وتعرف رحلات الفضاء السياحية بانها محدودة وغالية.
وأعلن الملياردير البريطاني السير ريتشارد برانسون والذي يملك شركة ( فيرغين جالاكتيك ) في عام 2011 أنه سيطلق رحلات فضائية مخصصة للأثرياء الذين يرغبون برؤية العالم الخارجي ليجربوا الاحساس بإنعدام الجاذبيه في مغامرة جميلة خارج حدود الكوكب الأرضي.
وتنطلق الرحلات عبر مركبة فضائية في رحلة خارج حدود كوكب الأرض حيث يجرب المسافر ولأول مرة الشعور بإنعدام الجاذبية ويشاهد الكوكب بجماله كما لم تبصره عيناه من قبل ويرى الشمس والكويكبات والأجرام السماوية في لحظات لن ينساها أبداً.
وبدأت تغزو صناعة السياحة الفضائية في عدد من دول العالم، ولعل المليونير "دينيس تيتو" حفّز أثرياء الكون كي يفكروا بارتياد الفضاء وقد بدأت شركات سياحية بالتفكير بإنشاء مطارات فضائية.
ومن ابرز الشركات العالمية المختصة في اكتشاف سحر الفضاء شركة سبيس أدفينتشر الأميركية(مغامرات الفضاء)، ومجموعة فيرغين غلاكتيك للطيران والسياحة، وشركة "سبيس ديف"، و"الشركة الأوروبية للفضاء والطيران"، و"وكالة الفضاء الروسية" التي ترفع شعار "يمكنكم زيارة الفضاء الكوني دون أن تتعرضوا لتدريب شاق".
وتعتزم ناسا ان تتبع برنامج محطة الفضاء الدولية بتنظيم رحلات لرواد فضاء إلى كويكب بحلول 2025 وثم إلى المريخ بعد ذلك بنحو عشر سنوات.
وتطلبت الميزانية التي اقترحها الرئيس الأميركي باراك اوباما للسنة المالية التي تبدأ في الأول من أكتوبر/تشرين الأول 105 ملايين دولار لناسا كي تبدأ العمل في مهمة للعثور على كويكب صغير وإعادة وضعه حول القمر من أجل زيارة مستقبلية لرواد الفضاء.
وتطرح مسالة سلامة السياح على كوب الارض نفسها بقوة على ساحة الجدل الدولي خصوصا وان هذا النوع من الرحلات يعرف بخطورته وصعوبته.
واستطاعت شركة "غالاكتيك" حل معضلة قانونية تتعلق بالتأمين على حياة سائحي الفضاء في حالات الإصابة أو الوفاة. وهو مجال يمكن أن يؤدي بالشركة إلى الإفلاس في حالات وقوع كوارث غير محسوبة.
لكن الشركة كسبت معركة قانونية في أميركا لتحديد حالات التعويض وحجم التعويض الأقصى.
وسوف يتعين على كل سائح فضائي أن يوقع على تعهد بأنه يذهب إلى هذه الرحلات الفضائية مع علمه بالأخطار المتعددة التي يواجهها، وأنه يتحمل كل المسؤولية.
ومن الأخطار التي لا تتحملها الشركة مثلا اصطدام المركبة بمذنب فضائي يؤدي إلى تحطيمها.
ومن السياحة والاطلاع على العالم الفوقي السحري الذي نسجت حوله الاساطير وتغنت بجماله اروع القصائد، ستتحول ساحات الفضاء قريبا الى مشاريع استثمارية ربحية حيث لا يكتفي السائح بالتجوال بين ثناياها بل يقتني ما يرغب فيه دون ان يكلف نفسه عناء الانتظار حتى النزول الى الارض.
وتأمل العديد من الشركات الناشئة في السنوات الأخيرة بإنشاء صناعة سياحة الفضاء وهو ما سينعش هذا القطاع.
وأظهرت نتائج دراسة عن الرحلات المأهولة للفضاء في المستقبل أن باحثي الشركات ربما يعيشون على سطح القمر.
وأجرت مؤسسة بيغيلو للفضاء بطلب من ناسا دراسة وخلصت الى رغبة الشركات الانتاجية العملاقة في نقل منتوجاتها الى سطح القمر وبيعها باسعار مضاعفة.
وقال روبرت بيغيلو مؤسس ورئيس الشركة ومقرها س فيغاس إن الدراسة أظهرت "الكثير من الحماسة والاهتمام من جانب كثير من الشركات" لهذه المشاريع.
وقال بيغيلو للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف إن الشركات الصغيرة ومن بينها بيغيلو للفضاء مهتمة أكثر بالقمر نفسه.
وذكر وليام غيرستنماير مدير عمليات الفضاء في ناسا خلال المؤتمرأن "من المهم بالنسبة لنا أن نعرف أن هناك قدرا من الاهتمام بنشاط القمر ونشاط سطح القمر".
وأضاف "يمكن أن نستفيد مما يفعله القطاع الخاص" في مجالات مثل الرحلات الفضائية وأنظمة دعم الحياة وغيرها من التقنيات اللازمة للسفر خارج المدار المرتفع لمحطة الفضاء على بعد 400 كيلومتر.
وشملت الدراسة التي أجرتها بيغيلو للفضاء نحو 20 شركة ووكالة فضائية أجنبية ومؤسسة أبحاث.