لا أعرف كيف أبدأ هذه السطور لأن الحديث القادم يجعلنا نخشى على أنفسنا من ممارسات ظننا انها انقرضت وولت مع الأزمنة الغابرة ، ففي " عاشور " بلدي يحتفل المغربي بطرقه الخاصة ويحملون شعار الإختلاف وأراه في أحايين تخلفا لما يصدر عن فئة بشرية عار أن تعيش في مغرب 2013 ، ممارسات عديدة تحف هذه المناسبة السعيدة التي أريد من خلالها تخليد ذكرى تعني الكثير لجموع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، لكن ما يحز في القلب هو ما يصاحب " العواشر " من مظاهر التخلف البادي للعيان ، اتخذنها مدخلا للبهجة والسرور نظرا لرمزيتها في نفوسنا منذ نعومة أظافرنا اعتبارا لما صاحبها من طقوس ظلت عالقة في الأذهان وجعلتنا نخشى على فقدانها واندثار منحاها الإيجابي في القادم من السنوات .. توطئتي للموضوع ركزت على الجانب الإيجابي محاولا استرجاع ما اختزلته المخيلة قبل أن تصطدم بمرارة الواقع الحالي ، فبجولة تأخذك للأسواق والشوارع والقيساريات تحس بالتحول العميق الطارئ على معتقداتنا وعاداتنا في تغييب خطير لمنظومة الأخلاق والتربية ، فعدد من الممارسات أبرزها رؤيتنا للتحرش الجنسي " بالعلالي " دون تحريك ساكن تكون قد أفقدتنا الكرامة والعزة والنخوة التي جعلناها مدخلا لأحاديثنا وصورنا من أنفسنا ملائكة الرحمة في زمن الشيطان مزاولين التقية والنفاق في أبشع صورهما ، ألفنا وتعايشنا بسلام مصطنع مع مايجري في المجتمع وصارت الغيرة مفقودة وتائهة إلا من رحم ربي ، وما عاينته وعديدون غيري جعلني حاذرا في إعطاء المسميات و الأوصاف حتى لا أطلق الكلام على عواهنه ، جحافل من الجالية المغربية المقيمة " بالدوار " تأتي وخواطر تدور بأذهانها ترسم لها المدينة على أنها مرتع للفساد وبؤرة للمتعة بحرامها وحلالها وهو ما عايشته مدينة شفشاون على اعتبار أنها مستقري حاليا ، يأتون وظنهم أن كل " بنات المدينة " مومسات وعاهرات راغبين في قضاء وطرهم والعودة إلى منشأهم في منظر حيواني يحسسنا بالغابة التي نحيى في وسطها ، نظرة ساهم فيها غياب الرقابة الأمنية والتهاون الحاصل من جميع الفاعلين والمتدخلين سلطة ومواطنين ، متخذين الحرية بشكل معكوس غير سوي يجعلنا نطرح سؤال هل هذا ما نريده أم ما أريد ؟؟؟ وفي الجانب الأخر تجد معضلة ليس أقل مما ذكر " الشعوذة " التي تنشط في هذه الأيام الميمونة التي تفقدها بركتها ، فيصطف ممتهنو هذه الحرفة وهم يحملون صفة " عطار " ويخفون ورائها أهوال أقدم الحرف في التاريخ فتجد النساء يقصدونه معلقين امالهم على وصفات تجهل هويتها علها تقوم اعوجاج " نصفهم الأخر " ، لكن و أسفاه على نصف المجتمع ممن تطلعنا فيهم التربية والنشئ الصالح وكلامي هو فئوي للبعض فقط حتى نعي حجم الضرر الذي نلحقه بممارسات ظننا أنها اندثر لكنها معششة في نفوس مريضة لم ينفع معها علاج الدين النصوح ولا العولمة .. كم أمني النفس بيوم نرتقي فيه بطموحنا ونحتفل " بعاشور حلال " ..