تنظم فعاليات من المجتمع المدني بطنجة يوم 14 دجنبر القادم تظاهرة كبيرة تهدف إلى فضح مخططات أعداء الوحدة الترابية للمغرب،ويتضمن على الخصوص العرض ما قبل الأول لفيلم وثائقي بعنوان "البوليساريو: واقع جبهة " للمخرج حسن البوحاروتي . وستحضر هذا اللقاء شخصيات بارزة كانت شاهدة عيان على مختلف المراحل التي ميزت تاريخ القضية الوطنية الأولى والنزاع المفتعل حول قضية الصحراء المغربية، كما سيحضر اللقاء قناصلة معتمدون بمدينة البوغاز ورجال الأعمال وممثلو الجاليات الأجنبية المقيمة بطنجة، وذلك لإطلاعهم على الحقائق التاريخية والواقعية التي تهم قضية الوحدة الترابية للمغرب. وأكد السيد عثمان المرنيسي رئيس منتدى المجتمع المدني بطنجة، خلال مؤتمر صحفي عقد لتقديم برنامج هذه التظاهرة، أن هذه المبادرة تدخل في إطار الدور الذي يجب أن يضطلع به المجتمع المدني للدفاع عن القضية الوطنية، خاصة أمام المؤسسات الأجنبية والرأي العام الدولي، مشيرا إلى أن "فيلم المخرج حسن البوحاروتي،الذي يفضح الافتراءات التي يدعيها أعداء الوحدة الترابية للمغرب، يدخل أيضا في هذا السياق". ويسلط الفيلم الوثائقي الضوء في 90 دقيقة، من خلال وثائق وشهادات شخصيات بارزة مطلعة على كل الحيثيات التاريخية والقانونية لقضية الصحراء، على السياق الجيوسياسي والجيوستراتيجي للمرحلة التي تم فيها خلق جبهة "البوليساريو"، والتجاوزات والجرائم التي ترتكبها هذه الجبهة ومسؤولياتها الكاملة في معاناة جزء كبير من ساكنة الأقاليم الجنوبية. وأشاد السيد المرنيسي بالمناسبة ب"الالتزام الكبير والحس الوطني للمخرج السينمائي حسن البوحاروتي، المغربي المقيم في بلجيكا، الذي يوظف إمكانياته الذاتية المتاحة لإطلاع الرأي العام الدولي عن حقيقة النزاع المفتعل حول الصحراء، وأيضا لتنوير الأجيال المغربية الشابة، التي لم تعاصر نحو 60 بالمائة منها ملحمة المسيرة الخضراء التي حدثت قبل 38 عاما، بكل الحقائق حول القضية الوطنية الأولى". وسيعقب عرض فيلم "البوليساريو: واقع جبهة " لقاء تواصلي واسع لإبلاغ ممثلي الجاليات الأجنبية المقيمة في طنجة بمعطيات موثقة ومستندة تؤكد شرعية الموقف المغربي بشأن قضية الصحراء و تهم غيرها من القضايا المتعلقة بالقضية الوطنية الأولى. وقد تميز المؤتمر الصحفي أيضا بمشاركة السيد أحمد السنوسي، السفير الأسبق للمغرب في الجزائر العاصمة والممثل الدائم الأسبق للمغرب لدى الأممالمتحدة، وهو من المسؤولين المغاربة الذين عايشوا عن قرب مرحلة الإعداد لحدث المسيرة الخضراء المظفرة، التي أبدعها الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه . وذكر السيد أحمد السنوسي بالمناسبة بأهمية ملحمة المسيرة الخضراء في تحقيق الوحدة الوطنية واسترجاع الأقاليم الجنوبية للمملكة، مشيرا إلى أن "للجزائر المسؤولية الكاملة في كل المناورات الهادفة إلى تقويض التطلعات المشروعة للمغرب لتحقيق الوحدة الترابية". وأبرز السيد السنوسي أن "أعداء الوحدة الترابية للمغرب يسخرون إمكانيات مادية كبيرة في محاولة لكسب دعم المنظمات السياسية المختلفة والمؤسسات الدولية ووسائل الإعلام "، داعيا المغاربة، من خلال المجتمع المدني، إلى مضاعفة الجهود للدفاع عن القضية الوطنية والتصدي لمناورات أعداء الوحدة الترابية". وفي هذا السياق، أبرز السيد عبد القادر سعيد فكيكي الفاعل الجمعوي وعضو اللجنة الوطنية للحوار مع المجتمع المدني، الدور المحوري والمركزي الذي يمكن أن يقوم به المجتمع المدني للدفاع عن القضية الوطنية في كل المحافل، داعيا بدوره مختلف مكونات المجتمع المدني المغربي إلى تنسيق مبادراتها وذلك لتكثيف الجهود وخلق تناسق في ما بينها من أجل دعم القضية الوطنية . وأضاف أن على المجتمع المدني المغربي أن "يتصرف بحكمة وبعد نظر لمواجهة نوايا أعداء الوحدة الترابية للمغرب، عبر الاستفادة المثلى من العنصر البشري وحيوية المجتمع المدني المغربي"، داعيا إلى فتح حوار مع المجتمع المدني الجزائري "الذي أعرب أكثر من مرة عن رفضه لاستمرار هذا النزاع المفتعل". وتميز المؤتمر الصحافي، الذي نظم بشراكة مع المركز المغربي لحقوق الإنسان، بمشاركة رئيس جمعية المغاربة ضحايا الطرد التعسفي من الجزائر السيد ميلود الشاوش، الذي استعرض بالمناسبة جوانب مأساوية من عملية الطرد الجماعي التي قامت بها السلطات الجزائرية في عام 1975 وذهب ضحيتها أزيد من 45 ألف أسرة مغربية كانت مقيمة آنذاك بالجزائر، كما سلط الضوء على الجرائم التي ارتكبت ضد المواطنين المغاربة خلال هذه العملية . كما استعرض السيد الشاوش أهم الإجراءات التي تقوم بها جمعية المغاربة ضحايا الطرد التعسفي من الجزائر من أجل تدويل القضية دوليا ومتابعتها أمام الهيئات الدولية المهتمة بقضايا حقوق الإنسان، بهدف تجريم الحكومة الجزائرية .