تخرج تصريحات من أفواه بعض حكام تل أبيب بأن رئيس السلطة الفلسطينية غير مخول بالدخول في مفاوضات سلام مع إسرائيل . أو أن أبومازن غير شريك في عملية السلام . وغير تلك التصريحات التي تدل فقط عن كذب هذه القيادات عن السلام ولمحاولة أخفاء نواياهم الحقيقية بعدم رغبتهم في حل هذا الصراع الذي دام أكثر من ستة عقود , وهم لا يريدون أن ينتهي هذا الصراع أبدا , فالفكرة الصهيونية تقوم على بناء جيش وقوى عسكرية لها دولة, وتعمل هذه القوى للتوسع كل بضع سنوات بشن حروب هنا وهناك . فمنذ قرار الأممالمتحدة بتقسيم فلسطين إلى دولتين واحدة لليهود وأخرى للعرب الفلسطينيين. ورغم الظلم الذي لحق بالشعب الفلسطيني جراء هذا القرار الظالم الذي قدم لليهود القسم الأكبر من ارض فلسطين رغم أنهم لم يكونوا يملكون أكثر من 6% من أرض فلسطين ولم يكن عددهم يصل إلى ثلث السكان العرب بعد أن عملت سلطات الانتداب البريطاني بتسهيل هجرة مئات الآلاف من اليهود القادمين من أوروبا بالدخول إلى فلسطين والاستقرار فيها . وكذلك رغم التضييق على الشعب الفلسطيني وطرق الحيل و الخداع لانتزاع بعض الأراضي لصالح المهاجرين اليهود . لم يدرك العرب حينها حجم المؤامرة وأهدافها الحقيقة من وراء قرار تقسيم فلسطين ورغم طواطء البعض مع هذه المؤامرة واتخاذ قرار برفض قرار التقسيم ودخول الجيوش العربية لإنقاذ فلسطين ومنع قرار التقسيم إلا أن المؤامرة نجحت ليس في إقامة دولة لليهود في القسم المخصص لهم في قرار التقسيم وحسب , بل تم لاستيلاء على غالبية الأرض المخصص للشعب العربي الفلسطيني لإقامة دولته عليه فاستولت العصابات الصهيونية على عشرات المدن ومئات القرى منها يافا والرملة واللد والمجدل والناصرة وعكا وغيرها . واليوم وبعد هذه الكارثة و خسران الفلسطينيين لأرضهم يتواضعون و أصبحت المطالبة بتنفيذ قرار التقسيم آمرا غير وارد في ذهن أحد من القادة الفلسطينيين والعرب و اختصروا المطالبة بعودة الأرض الفلسطينية التي احتلت عام 1967 لإقامة الدولة الفلسطينية عليها. وحتى هذه المطالب المتواضعة غدت مرفوضة من قبل قادة اسرئيل لأنهم في واقع الأمر لا يريدون دولة فلسطينية في أي بقعة من أرض فلسطين . إن القيادة الفلسطينية وعلى رأسها السيد محمود عباس يطرحون إقامة دولة فلسطينية على الأرض التي احتلت عام 1967 وعودة اللاجئين بموجب قرارات الأممالمتحدة التي تكررت عشرات المرات ويبدي الرئيس الفلسطيني استعداده للعودة للتفاوض من أجل الوصول إلى السلام ولا يطلب في الوقت الحالي إلا وقف عملية الاستيطان التي تقضم أراضي الضفة الغربية وأراضي القدسالشرقية بحجة النمو السكاني علما أن الأرض الفلسطينية التي احتلت عام 1948 لا يجرى فيها وضع حجر على حجر رغم سعتها وكذالك لا يمكن التنازل عن القدسالشرقية التي احتلت عام 67 لتكون عاصمة الدولة الفلسطينية المنشودة