السلام عليكم من جديد... و من جديد أحمل قلمي لأشارككم همي و همي اليوم هو هم الجميع ... عيد الأضحى ومحدودي الدخل . برغم من أن هدا الموضوع قد أسال مداد العديد من كتاب الرأي حتى أصبحت لا تجد من المواضيع غيره. و لهدا ارتأيت أن أأجله إلى ما بعد العيد كي أنغص على البعض فرحتهم.
إن غلاء الأضحية هده السنة. و التي بالمناسبة سنة سوداء عرفت غلاء كل المواد الاستهلاكية الأساسية.و هي من بركات الحكومة النصف ملحية علينا. هدا الغلاء الذي عرفته أسواق المواشي قد يرجع لسبين أولهما غلاء الأعلاف بكل أنواعها. و ثانيا إلى المضاربات. و هذان السببان معلومان للجميع. و لكن يبقى السؤال من أينا لنا نحن الفقراء بثمن الأضحية و التي أصبح ثمنها أعلى بكثير من الحد الأدنى للأجور في بلدنا الحبيب.
لا أعلم من أين لي الحق بالتكلم بلسان الفقراء في المغرب. و لكن مع هدا سوف أقول أني اليوم المتحدث الرسمي باسمهم. و من خالفني الرأي أو شكك فيه فليبحث عنهم- أي الفقراء - و يسألهم هل حقا قد أوكلوا لي الحق في التحدث باسمهم أم لا.
و لعل بعض المعتوهين سوف يقومون بالبحث علهم يثبتون أني كاذب.
و السؤال هنا من هم الفقراء و أين هم ؟؟
إن الفقر بالمغرب مفهوم فضفاض . و إن أردنا التدقيق في ماهية الفقر في بلدنا الحبيب سوف ينتهي بنا الأمر كنزلاء للجناح 36 في مستشفى ابن رشد. فهل الموظف الذي لا يملك من سلالم الوظيف إلا السلم 5 بأجرة أقل من 3000 درهم هو الفقير ؟؟ أم أنه الذي يتقاضى 5000 درهم و لكنه يعول أسرته التي تتكون من ثلاث أبناء . و أيضا يعول أمه الكفيفة و أختيه اللتان لم يتزوجا لحد الآن . أم أنها تلك الأم العاملة التي تجدها تعمل كخادمة مياومة.لدى أصحاب الفيلات .بأجر لا يتعدى 50 درهم يوميا أم أنه المهندس الشاب الذي يتقاضى 9000 درهم . تذهب منها 6000 درهم كاقتطاعات للسيارة و الشقة ؟؟ أم هو الشاب العاطل و الذي تجاوز الثلاثين ولازال يبحث كل صباح قرب وسادته على رسالة التعيين بإحدى الشركات و لا يجد إلا علبة سجائر قد اشتراها له أب تدمي عيناه لحال ابنه. و في ثقافتنا الشعبية نجد عدت أمثال تتحدث عن الفقر كشيء ملازم لكل الناس و حتى إن لم نعاني منه يمكن أن نعيشه في لحظات من حياتنا و حتى لسلاطين و النبلاء و دوي الثراء الفاحش مثال "مول التاج كيحتاج" و "إلا عندك خبزة كول نصها و خبي نصها" و "و الدنيا نهار ليك و نهار عليك". برأيي هته أمثال قد اخترعها ثلة من الأغنياء و الأثرياء فقط لكي يجتنبوا الحسد و العين منا نحن الفقراء. فأكتر ما يخيف طبقة كبار الملاك هي عين الحسود و زوال النعم عليهم. مفهوم الفقر في المغرب أصبح فلسفيا أكثر منه اجتماعيا. فأمام الأرقام الرسمية الحكومية و التي غالبا ما تصيبنا بالغثيان . فحين تسمع معدل الفقر في المغرب أقل من 10 في المائة و نسبة البطالة 10 في المائة . فإما أن تكون نكتة و حين إذن ستكون " نكتة حامضة من إبداع حكومة أحمض" . أو أنها أرقام حقيقة و لكن سياسة القص و لصق " كوبي كولي" وصلت للحكومة بعد أن نسخوا كل التجارب الأوربية في التعليم و الصحة و تي جي في . أصبحوا ينسخوا أيضا التقارير و يتلوها علينا و لكن باللغة العربية وبما أنه الشرع يقول الأضحية سنة مؤكدة على من استطاع لها . أي أنها تسقط على الفقراء .و إلى أن نعرف تعريفا شاملا
و جامعا و مفصلا للفقر في المغرب . و بما أني المتحدث الرسمي للفقراء فأنا أنادي لا عيد لنا بعد اليوم