قالت مصادر أمنية إن آلافا من طلبة جامعة الازهر بمصر نظموا احتجاجات يوم الاثنين لليوم الثالث في واحد من أجرأ التحديات التي يواجهها الجيش منذ عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي في يوليو تموز إثر احتجاجات شعبية حاشدة. وفي مؤشر جديد آخر على الصعوبات التي تواجهها مصر لتحقيق الاستقرار منذ عزل مرسي هدد رئيس الوزراء حازم الببلاوي يوم الاثنين باتخاذ إجراءات صارمة ضد من يحاول التفريق بين المسلمين والمسيحيين بعد أن قتل مسلحون أربعة أشخاص في هجوم على كنيسة بالقاهرة. ويشهد حرم جامعة الأزهر بالقاهرة وفروعها في محافظات أخرى مظاهرات أصغر حجما من احتجاجات سابقة ضد الحكومة. وقالت مصادر أمنية إن نحو اربعة آلاف طالب شاركوا وتم إلقاء القبض على 44 منهم. وتشير المظاهرات الى أن أنصار مرسي ربما غيروا أساليبهم وانهم يتجهون للتركيز على مواقع حساسة بدلا من تنظيم احتجاجات كبيرة في الشوارع وهو ما أدى في أغلب الأحيان الى تدخل قوي من جانب قوات الأمن. وتقود السلطات حملة صارمة على جماعة الاخوان المسلمين التي فازت بكل الانتخابات منذ ان أطاحت انتفاضة شعبية بالرئيس الأسبق حسني مبارك عام 2011 لكن محكمة حظرت جميع أنشطتها. وقتلت قوات الأمن المئات خلال احتجاجات. وألقي القبض على قيادات بجماعة الاخوان بتهمة التحريض على العنف وهي مزاعم ينفونها. ويحتجز مرسي في مكان غير معلوم منذ عزله. وخرجت المظاهرات الطلابية فيما يتصاعد الجدل حول مشروع قانون سيقيد الاحتجاجات بشدة. وتقول منظمة العفو الدولية إن القانون لن يؤدي سوى لمزيد من سفك الدماء في مصر. وقالت حسيبة حاج صحراوي نائبة مدير برنامج الشرق الاوسط وشمال افريقيا بالمنظمة "الى جانب وضع قيود على حرية التجمع فإن القانون المقترح سيطلق يد قوات الأمن لتستخدم القوة المفرطة والفتاكة ضد المتظاهرين بمن فيهم أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي." وبعد عزل مرسي في يوليو تموز ظهر الفريق اول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة على شاشة التلفزيون ليعلن خارطة طريق سياسية تؤدي الى إجراء انتخابات حرة ونزيهة. وفي محاولة للتأكيد على التناغم الطائفي ظهر السيسي والى جواره شيخ الازهر وبابا الأقباط. لكن بعد فض اعتصامين لمؤيدي مرسي في 14 اغسطس آب شهدت مصر أسوأ هجمات على كنائس وممتلكات للمسيحيين منذ سنوات وكان أغلبها خارج القاهرة. واتهمت السلطات جماعة الاخوان بالمسؤولية عن اعمال العنف وهو اتهام تنفيه الجماعة. وتخشى الأقلية المسيحية من ان تستهدف حيث ينظر اليها على نطاق واسع باعتبارها مؤيدة لعزل مرسي. وأطلق مسلحان على دراجة نارية النار خارج كنيسة في احدى ضواحي القاهرة. وكان من بين القتلى طفلة في الثامنة من العمر. وأصيب ستة اشخاص. وقال مسؤول بالكنيسة طلب عدم نشر اسمه "المسيحيون هم المستهدفون ... الإجراءات الأمنية الضعيفة حول الكنائس كانت دائما مشكلة... لكننا نعلم أن الإسلاميين يستهدفوننا." وقال الببلاوي في بيان إن تلك "الأفعال النكراء" لن تنجح في التفريق بين المسلمين والمسيحيين وإن "الحكومة تقف بالمرصاد لكل المحاولات البائسة واليائسة لبث بذور الفتنة بين أبناء الوطن." ويمثل المسيحيون عشرة في المئة من سكان مصر البالغ عددهم 85 مليون نسمة.