وقف نحو مليون ونصف المليون من حجاج بيت الله الحرام، اليوم الاثنين، على صعيد جبل عرفات الطاهر لأداء الركن الأهم في الحج، وسط تكامل الخدمات التي وفرتها الحكومة السعودية لضيوف الرحمن لتمكينهم من أداء شعائرهم بكل يسر وسهولة. وكان الحجاج قضوا يوم التروية في مشعر منى، حيث وصلوا إلى المشاعر بانسيابية أرجعتها الداخلية السعودية إلى التزام الحجاج بتعاليم الحج.
وتقدم الجهات المعنية بشؤون الحج أفضل خدماتها لضيوف الرحمن في مشعر عرفات الذي تتوفر فيه الطرق والمظلات وطرق المشاة وجميع الخدمات الأساسية من مستشفيات ومراكز صحية وأخرى إسعافيه ومياه وكهرباء واتصالات سلكية ولا سلكية ودورات للمياه، إضافة إلى مواد التموين التي تفوق حاجة الحجاج مما يجعلهم يقفون على هذا الصعيد الطاهر في أجواء مفعمة بالأمن والإيمان والطمأنينة. وبحسب ما ورد في وكالة "الأنباء السعودية" (واس)، هناك انتشار كثيف في مشعر عرفات لرجال المرور يساندهم أفراد الأمن على الطرق المؤدية للمشعر والساحات المحيطة به والشوارع داخل مشعر عرفات لتنظيم حركة سير المركبات والمشاة تساندهم دوريات أمنية تجوب أرجاء المشعر تمهيدا لتطبيق خطة تصعيد حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر عرفات.
هذا وأعدت المديرية العامة للدفاع المدني خطة متكاملة للحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن أثناء وقوفهم بعرفة يوم الحج الأكبر، واتخاذ كافة إجراءات مواجهة الطوارئ من خلال تكامل جهود الفرق والوحدات الميدانية المتخصصة في أعمال الإطفاء والإنقاذ والإسعاف والإشراف الوقائي وأركان السلامة والحماية المدنية. وأكد قائد الدفاع المدني بمشعر عرفة العميد عبدالرحمن بن حسن الزهراني جاهزية رجال الدفاع المدني للتعامل مع كافة المخاطر الافتراضية أثناء وقوف الحجيج في عرفة وحتى نفرتهم باتجاه مشعر "مزدلفة"، وذلك على ضوء رصد دقيق لكافة المخاطر المحتملة. وفي الجهة الشرقية من صعيد عرفات، وعلى بعد أمتار قليلة من جبل الرحمة، يطل مستشفى عرفات العام، وفي داخله زهاء 248 موظفا أساسيا موزعين بين أطباء وممرضين وفنيين، يضاف إليهم 180 آخرين متحركين بنفس التخصصات. ويعد مستشفى عرفات العام، المزود بمهبط للطائرات العمودية، نقطة التواصل الرئيسة بين العديد من الحالات المرضية "الحرجة" في صعيد عرفات، وشبكة المستشفيات السعودية المتخصصة في مكةالمكرمة أو خارجها، ويبدأ عادة استعداداته الفعلية منذ اليوم السابع من شهر ذي الحجة كل عام. يذكر أن مستشفى عرفات العام ليس الوحيد في هذا المشعر، إذ يقع على بعد أمتار قليلة منه مستشفى جبل الرحمة، إضافة إلى مستشفى نمرة، وآخر تم إنشاؤه في موسم الحج الماضي يسمى مستشفى شرق عرفات، جميعها تعمل بكامل طاقتها التشغيلية طوال فترة الحج.