كيف يفكر الفائزون بجوائز «نوبل»، بخصوص صرف أموال الجائزة، التي تبلغ ثمانية ملايين كورون سويدي (925 الف يورو)، وما توجهاتهم وحرية اختياراتهم، التي تعتبر مطلقة بخصوص صرف الأموال، باستثناء حائزي جائزة نوبل للسلام الذين تخضع خياراتهم ذات القيمة الرمزية لرقابة شديدة. الجائزة التي يبدأ موسمها 2013 اليوم، ومن أبرز مرشيحها الناشطة الباكستانية الطفلة ملالا، والكاتب الياباني هاروكي موراكامي، ألقت الضوء على علاقة روادها السابقين بجوائزهم المالية.
سيرج هاروش، الحائز جائزة (نوبل الفيزياء) للعام 2012 قال إنه "لم يتح له الوقت للتفكير في المال". لكنه يقر بأنه يفكر في الاستثمار في المجال العقاري، على غرار عدد كبير من الفائزين الآخرين بالجائزة.
وفي تصريح لوكالة (فرانس برس)، قال المدير العام لمؤسسة نوبل لارس هايكنستن: أعتقد أن الأمر يتعلق كثيراً ببلدانهم، وأموالهم الشخصية، والعائدات التي يحصلون عليها عندما يفوزون بالجائزة.
أهل الأدب والفائزون بجائزة نوبل للآداب هم الأكثر تكتماً حول استخدام ثروتهم الجديدة. وقالت الباحثة في جامعة أوبسالا آنا غاندر: رغم أن الكتاب الذين يفوزون بجائزة نوبل يتمتعون بشيء من الشهرة، إلا أن عدداً منهم لا يكسب كثيراً من المال من جراء بيع كتبهم. وأكدت الباحثة أن الجائزة "تغير كثيراً من الأمور في مجال عملهم، فخلال السنة التي تلي فوزهم بالجائزة، تتضاءل كتاباتهم لكنهم عادة ما يستأنفون بعد سنة أو سنتين".
رغبات خاصة ويختار آخرون الانسياق وراء ما يشتهونه. فالفائز بجائزة نوبل للطب في 2001 سير بول نورس، أقدم على تجديد دراجته النارية. وأنشأ الفائز الآخر بجائزة نوبل للطب في 1993 ريتشارد روبرتش ملعباً للكريكت أمام منزله.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال الفائز بجائزة نوبل للطب في 1993 الأميركي بول شارب الذي أشبع شغفه بالأحجار الجميلة وأهدى نفسه بيتاً قديماً، إن "المال هو أحد الوجوه المهمة" للجائزة. لكنه قال إن "الاعتراف بالاكتشاف الطبي هو المهم قبل كل شيء في الجائزة". وخلص البروفسور هاروش الى القول "ستنطوي الجائزة على قيمة رفيعة أيضاً من دون أن يتدخل المال فيها".
خيارات كلاسيكية بالنسبة إلى الفائزين بجائزة نوبل للسلام، غالباً ما يكون القرار كلاسيكياً، فالشخصيات السياسية والمنظمات أو الناشطون المعروفون، غالباً ما تسلط عليهم الأضواء، ويضطرون إلى الكشف عما ينوون فعله بالمال، فقد قدم عدد منهم الجائزة، كالرئيس الأميركي باراك أوباما في 2009 أو الاتحاد الأوروبي في 2012، إلى منظمات خيرية.
وشكل الرئيس الأميركي وودرو ويلسون الذي فاز بالجائزة في 1920 حالة فريدة، فقد أودع المبلغ مصرفاً سويدياً لتأمين مستقبله بعد نهاية ولايته الرئاسية الثانية.