إن اﻹنخراط في المؤسسة الحزبية، هو أمر يدفع اﻹنسان إلى مزاولة السياسة لدفاع عن مصالح الشعب، ﻹنه بكل بساطة اﻷحزاب السياسية هي وليدة ﻹختلاف إيديولوجي ﻷعضاء الحركة الوطنية، مما دفع كل طرف إلى أن يتكتل مع من يوافقوه الرأي في حزب معين. لكن الشغل الشاغل لقيادي الحركة الوطنية لرد اﻹعتبار إلى اﻷحزاب السياسية، هو اﻹنطلاق من الحركة الطلابية بصفتها قاعدة مرجعية و نظرة مستقبلية للحزب. إذن الحزب يجب أن تكون قاعدته من الحركة الطلابية، تمارس النضال، تؤمن بالقضية و تناضل من أجلها. لكن اليوم للأسف وجب اﻹعتراف أن اﻷغلبية تعتبر المنظمات الطلابية التابعة لحسب معين، بمثابة محطة إنتقالية لتقرب إلى قيادة الحزب من جهة و لقضاء مصالح شخصية معينة من جهة أخرى. إن هذا التحول العميق و الجدري في الرؤية الحقيقية ﻷهمية المنظمات الطلابية للمساهمة في العمل السياسي، نتج عنه تدهور الجامعة بكل مكوناتها. باﻷمس كانت الجامعة بمثابة وعاء تنصهر فيه جل اﻹيديولوجيات، يضرب لها ألف حساب قبل إتخاد أي قرار سياسي، أما اليوم تعتبر ورشا لمجموعة من المنتهزين، ﻷن المنضمات الطلابية لم تعد جريئة لمناقشة السياسة العامة و هذا راجع إلى ضعف هذه القيادات. ﻷننا بكل بساطة نفتقد إلى ديمقراطيين يساهمون في تحقيق الديمقراطية، لكن ماذام الطالب المناضل يقبل الخضوع و الخنوع فلنعلم أن الجامعة بكل أطيافها و مكوناتها تلاشت و ذهبت في مهب الريح. و في النهاية أختتم كلامي بمايلي : أفضل أن أنكمش في أحدى زوابا المجتمع، وأنا أمارس حريتي و في قمة اﻹستقرار الدهني، المعنوي و المادي، على أن أكون خاضعا ﻹرادة غيري بمثابة بيدق.