بعد أن فشلت الصلوات في إشفاء الحاخام عوفاديا يوسيف، الرئيس الروحي لليهود الشرقيين في العالم، خرج أحد أتباعه من رجال الدين بفتوى تقول: "حطموا أجهزة الآيفون اللعينة، يشفى الحاخام". وقد استجاب المئات من الأتباع لهذه الفتوى وراحوا يحطمون أجهزة الهاتف النقال الحديثة التي تم شراء كل منها بمبلغ يقارب 1500 دولار في العملة الاسرائيلية. وعوفاديا يوسيف يعتبر أهم رجل دين لليهود الشرقيين في العصر الحديث. يسير وراءه ما لا يقل عن مليون مؤمن، في اسرائيل والخارج. أصدر مئات الكتب التي احتوت ألوف الفتاوى ويعتبرونه "علامة العصر". وهو من مواليد العراق، لكنه انتقل إلى مصر في الأربعينيات من القرن الماضي. ثم هجر لفلسطين قبيل النكبة. وقاد التيار اليهودي الشرقي منذ أواسط الستينات، في معاركه ضد سياسة التمييز العنصري التي اتبعها اليهود الغربيون ضد اليهود الشرقيين. وفي أوساط سنوات الثمانين أقام حزبا خاصا لليهود الشرقيين المتدينين لمكافحة هذه العنصرية باسم "شاس"، الذي يمثل في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) اليوم بعشرة نواب (وصل ذات مرة 17 نائبا). اشتهر عوفاديا يوسيف بتصريحات عديدة متناقضة. فمن جهة أصدر فتوى تجيز للحكومة الاسرائيلية أن تنسحب من الأراضي الفلسطينية المحتلة في سبيل تحقيق السلام، قائلاً: "الانسان أهم من الأرض"، ولكنه في الوقت نفسه انسحب من حكومة ايهود باراك وتسبب في اسقاطها عندما دخلت في مفاوضات كامب ديفيد للسلام مع الفلسطينيين. وهو معروف بتصريحات عنصرية ضد العرب فأطلق عليهم "أفاعي" وعندما سألته ذات مرة عن سبب هذه العنصرية، أجاب: "انا عنصري ضد العرب. فأنا نفسي من أصول عربية، فكيف أكون عنصريا ضد العرب". ثم روى قصة عن امرأة عربية مسلمة كان تسكن بوار بيت والديه في بغداد كيف أنقذت حياته من أفعى وهو طفل رضيع. فسألناه يومها: "إذن، كيف تفسر لنا ما سمعناه بصوتك؟". فأاب: "أنا أقصد الارهابيين وليس مجموع العرب". ويعاني عوفاديا يوسيف من عدة أمراض، علما بأنه تجاوز الثالثة والتسعين من العمر. وفي الشهر الأخير ادخل إلى المستشفى ثلاث مرات. وهو يرقد حاليا في حالة غيبوبة في مستشفى هداسا في القدس، ويؤكد الأطباء بأنه في حالة حرجة جدا من الصعب أن ينجو منها. ويقيم أتباعه الصلوات ليل نهار، في اسرائيل والخارج، من أجل شفائه. ويحتل الألوف منهم ساحة المستشفى، يبكون ويولولون. وقد توجهت ابنته إلى كل خصومه أن يصلوا له إلى جانب مريديه. وقد ترافقت هذه الصلوات مع عدة صرعات غيبية، منها حكاية الآيفون. فقد كشف أحد أتباعه أنه كان يكره الهاتف النقال لأنه يشغل البشر عن قضاياهم الحياتية. ويقال إنه عندما اطلع على آخر صرعات الخليوي، جهاز الآيفون" قذفه ارضا واعتبره تطورا شيطانيا. لذلك، صدرت الفتوى في القدس أن من يريد الشفاء للحاخام عوفاديا يجب أن يقذف جهاز آيفون أرضا. فصدق ذلك كثيرون. ودعت منظمة "عتيدينو" (وتعني بالعبرية "مستقبلنا") المؤمنين اليهود إلى تحطيم ألاف من أجهزة "ايفون" بكل أنواعه ودرجاته؛ وذلك لأن تحطيم هذه الأجهزة سيمنح الحاخام الدم والهواء ليتنفسه والحياة، وفق اعتقادها. ونشرت المنظمة ملصقات وإعلانات طارئة ومستعجلة دعت فيها المؤمنين "الحريديم" الى تحطيم أجهزة "ايفون" والانفصال على شبكة الانترنت وجميع أجهزة الهاتف الذكية "سمارتفون". وجاء في الملصقات: "نرى كيف حطمت أجهزة الانترنت كل من اتصل بها أو لمسها. لقد رأينا عائلات تتحطم بسبب الانترنت. لقد شاهدنا حتى استخدام البريد الالكتروني "الايميل" بين غير اليهود يؤدي إلى الإدمان ورأينا كيف تحطم أحد الشباب