تفصلنا أياما معدودة لخروج التوليفة الجديدة للحكومة المعدلة في نسختها الثانية، و المستحسن تسميتها في كرونولوجيا الحكومات المتعاقبة على المغرب بحكومة " بنكيمزوار". كيف لعاقل أن يستسيغ عودة حزب مزوار إلى دفة تسيير الحكم بمعية بنكيران؟ إنه النفاق السياسي. إلى عهد قريب كان مزوار رمزا للفساد و اللصوصية ونهب المال العام فضيحة " التعويضات والعلاوات". أليس مزوار" كراكوز" يتلقى التعليمات والأوامر وأنه مهزوز سياسيا ودون المستوى، "أو مافيدوش" والعهدة على بنكيران. أليس مزوار من بنا برنامجه الانتخابي بمعية "تحالف الثمانية" للوقوف في وجه حزب بنكيران الظلامي. أليس مزوار من قال إبان التشاور لتشكيل حكومة بنكيران الأولى، بأن هناك خلاف بين الحزبين، وانه ليس من المعقول الانضمام إلى الحكومة لأن هدا سيقدم صورة سلبية عن البناء الديمقراطي ولن يعطي مصداقية لا لحزب التجمع الوطني للأحرار ولا لحزب العدالة والتنمية، نحن في حاجة إلى مصداقية والعهدة على مزوار. أليس مزوار بالعهد القريب يطالب من بنكيران تقديم استقالته لأنه لا يتوفر على إستراتيجية للتسيير والإصلاح وأنه ساهم بشكل كبير في تأزيم الوضع والاحتقان الاجتماعي. ألا ينطبق على واقعنا السياسي المثل القائل " مادمت في المغرب فلا تستغرب". بالأمس القريب، تبادل حزب مزوار و بنكيران كل صنوف السب والشتم والقذف، حتى أصبح قاموسنا السياسي المتداول لا يخلو من ألفاظ السفالة. واليوم وبقدرة قادر و"عفا الله عما سلف" يتعانقان ويتبادلان اللقاءات والزيارات والمشاورات لترميم حكومة هجينة مختلطة جامعة ما بين الإسلاميين الظلاميين والشيوعيين والليبراليين المتوحشين. وقد لا نفاجئ غدا بتوليفة جديدة جامعة ما بين بنكيران ولشكر وشباط وحزب الأصالة والمعاصرة.. إنه العبث السياسي، الذي يدفع إلى النفور السياسي. ما موقف الناخب الذي استهوته شعارات حزب العدالة والتنمية بمحاربة الفساد، وهو يرى اليوم فلول من النظام الفاسد في دواليب الحكم ؟؟؟؟؟ هل سيعود لصناديق الاقتراع لتجديد ثقته في الشعارات الفضفاضة؟؟؟؟ وما موقف الناخب الذي صوت لحزب الحمامة ضدا على برنامج حزب المصباح؟؟؟؟ بالأمس يقول مزوار بأن له مبادئ تجعل من التحالف مع حزب بنكيران خطا أحمر، واليوم يهرول نحو التحالف للظفر بحقائب وزارية متنافيا المبادئ والأخلاق والقيم الحزبية. فهل سيجدد الناخب ثقته من جديد في مصداقية حزب الحمامة؟؟؟؟؟ باختصار شديد حكومة بنكيران أشبه ما تكون بمسرحية لكراكيز بهلوانين يؤثثون فضاء بنوع من الفرجاوية المبتذلة وخيوط اللعبة تدار خارج الستار. والمُتفرج منه من فك طلاسيم اللعبة ومنه من يتتبع اللعبة بإمعان على أنها لعبة حقيقية تعكس الواقع ومنه من يتفرج بنوع من اللامبالاة وتضييع الوقت ليس إلا.