يقف المرء مندهشا هذه الايام أمام شياطين الإنس في الإعلام المصري كما يطلق عليهم و قدرتهم الغريبة على تزوير الحقائق، فهم لا يتركون حدثا يمر دون أن يضيفوا عليه من "التوابل" ما يجعله "وجبة" لتقديمها على طبق التحريض ضد أي طرف سياسي يخالف تواجهاتهم ، و هو ما حصل اليوم في برنامج "الشعب يريد" لقناة التحرير، حيث بدأ مقدم البرنامج في سرد وقائع كاذبة عن طرد الفنانة المصرية شيرين من حفلتها بمهرجان أصوات نسائية بتطوان المغربية، مدعيا أن أحد أعضاء حزب اخواني بالمغرب، في اشارة للعدالة و التنمية، قام بمهاجمة الفنانة المصرية و محاولة ضربها أثناء مغادرتها الحفل على متن سياراة ذات الدفع الرباعي، احتجاجا على ترديدها شعار" يحيى السيسي" أثناء الحفل . المذيع المصري استطرد في نسج قصة من مخيلته، و بدأ يتحدث بصيغة الجمع رافعا من عدد المهاجمين بعد أن كان يتحدث في البداية عن عضو اخواني لم يكن موجود أصلا في الحفل، و أضاف أن هؤلاء دخلوا الحفل و قاموا بترديد "مرسي ..مرسي" و هو الامر الذي لم يقع بتاتا على اعتبار الاجراءات الامنية المشددة عند مداخل الحفل وفق موفد أخبارنا، كما أن خروج شيرين جرى تأمينه بشكل عادي من البوابة الخلفية. و كانت الفنانة المصرية قد غادرت حفل ليلة أمس دون تحية الجمهور، الذي لم يستسغ قيامها برفع شعارات مؤيدة للجنرال عبد الفتاح السيسي، المتورط في سقوط الاف الضحايا في مصر، و أمام تصاعد موجة غضب فئة كبيرة من الجمهور التطواني، الذي بدأ بترديد عبارات "مرسي.. مرسي"، ردت شيرين بالحرف "العبوا مع حد غيري" ثم انسحبت فورا.