يا وطن بطالتي أنا المجاز جزء لا يتجزأ منك، أنا منك وأنت مني وإن عانيتُ فيك الأمرين، عشت ُولازلت أعيش فيك محتقرا بل إني أرى نفسي فيك مواطنا من الدرجة الثانية،سنوات وسنوات قضيتها وراء سراب ووهم، زينتَه يا وطني في عيني وألبستَه أحلى الحلل، وحفزتَني أن أبذل من أجله الغالي والنفيس، لأجل نيل مقومات الحياة الإنسانية من كرامة وحرية وعيش كريم و و و.... فبعد سنوات من التحصيل الدراسي توجت بنيل الشهادة المشؤومة، وجدنا العطالة والبطالة قد شرعت أبوابها وقد أجادت الترحاب بنا وأحسنت استقبالنا وتفننت في رسم مأستنا، طرقنا باب الوظيفة العمومية فوجدناه محكم الإقفال وأنه لا يمكن ولوجه وتجاوز مطباته إلا عن طريق اجتياز (المباراة الوهمية)، فكان العائق هو أن عدد المناصب التي كنت تخصصها يا وطن بطالتي للمجازين من خلال المباريات قليلة جدا بالمقارنة مع العدد الكبير الذي يقبل على اجتياز هاته المباريات مما يِنتج عنه قلة فرص النجاح وارتفاع ظاهرة المحسوبية و الزبونية . ثم ها أنت وطن بطالتي قد آثرت لي الحكرة من دون الجميع، سويتَ كافة الملفات العالقة ، بدءا بإرضاء النقابات لتمرير فاتح ماي في أجواء باردة وقد كان لك ما أردتَ، وتطييب خاطرها في الملفات الساخنة (التعليم بالخصوص) إذ أن تسوية ملفات الأساتذة المجازين وحاملي الماستر قد دخلت العد العكسي )كلشي مشا عبى خاطر خاطرو)، كما أن الحوار الإجتماعي أغلقتَ ملفاته (تضمسات الكارتة ديالو) بالتراضي مع النقابات، وهاهم الأطر العليا (الدفعة الثانية التي نزلت الساحة بعد التحاور مع الدفعة الأولى ) تتسارع وتيرة ملفهم وتسير بثبات نحو الحل والانفراج إذ قررتَ تشغيل ما تبقى من أصحاب الماستر والدوكتوراة، وهذا ليس فضلا أو تكرما منك. ليبقى المجاز المعطل لوحده في الساحة دون أية بوادر لانفراج الأزمة ورفع الغمة، عن هذه الشريحة الوحيدة من دون الناس أجمعين، لتستمر المعاناة أهي استهانة بالمجازين أم ماذا يا وطني أم هي (حكرة) أبت إلا أن تلازم المجاز المعطل، ليبقى مهانا ذليلا حيثما حل وارتحل، إلى الله المشتكى منك يا وطني، أما آن الآوان مللنا أطلق سراحنا ، أرهقتنا سنوات البطالة، هرمنا وما سجل لنا التاريخ إلا الحكرة ، تعبنا في سجن البطالة حيث أودعتنا، فلسنا فيك بأحرار يا وطني. لست بِحُر
بطالي معطل أنا أحيا في هذا القطر بلا اسم بلا هوية بلا عنوان ولا مقر ووطني من استغنى أول الأمر ضاقت بي نفسي و بطالتي ولا أحد غير شيب رأسي عاد يأبه بمرور العمر سجني بطالتي وقيدي إجازتي ورغم أنفي في أعرافهم أنا حر صرخت بملء فمي لست بِحُر تردد الصدى في الممر ثم انعرج صوبي ويحك أنت حر صرختي من آلام على القلب تجور ورثائي لآمال وُئِدت قبل أن ترى بصيص النور وعلى مضض أستسيغ شرابا عصرته بطالتي وسقتني كأسه المر بل مرغما كٌتب اسمي على جنبات إجازتي بحبر لا يشبه الحبر فالحر لا يرضى بالأسر وقد أسرتني إجازتي أبد الدهر والحر لا يألف حياة القبر وفكري دفين يحن ليوم الحشر والحر لا يستسلم لبطالة تفني العمر وأنا مملوك في يد بطالتي و لستُ بِحُر لستُ بِحُر لستُ بِحُر