أثارت صورة الرئيس الجزائري المريض والمتعب جدلا كبيرا في البلاد، حيث شكك عدد كبير من المراقبين بقدرته على الاستمرار بإدارة البلاد بعد 80 يوما قضاها في مستشفيين عسكريين بفرنسا للعلاج من جلطة دماغية. وتساءلت الصحف الجزائرية الاربعاء عن مدى قدرة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على تسيير البلد بعد عودته متعبا وعلى كرسي متحرك من رحلة العلاج.
وعنونت صحيفة الوطن المعروفة بانتقادها للسلطة على صدر صفحتها الاولى "هل يستطيع ان يمارس مهامه" مع صورة لبوتفليقة جالسا على كرسي متحرك.
وكتبت في تفاصيل الموضوع ان "الشكوك حول قدرته على تسيير البلد كاملة (...) وحتى وان كان من المؤكد ان بوتفليقة لن يترشح لولاية رئاسية رابعة، فهل يملك القدرة على الاستمرار في الحكم الى نهاية ولايته المقررة في نيسان/ابريل 2014؟".
اما صحيفة "لوسوار داجيري" فاعتبرت ان عودته " لا تزيح التساؤلات حول قدرته على القيام بوظائفه وانهاء ولايته".
وعاد بوتفليقة (76 سنة) الذي حكم البلاد منذ 1999 الثلاثاء الى الجزائر، متعبا بحسب الصور التي اظهرها التلفزيون الحكومي.
وتراجعت فرص ترشحه لولاية رابعة بسبب مشاكله الصحية على الرغم من ان مؤيديه مازالوا يعتقدون انه يمكن ان يترشح، لانه لم يعلن موقفه بعد.
ويقول مراقبون إن أمر الرئيس الجزائري القادم سيظل مرهونا بإرادة كبار قادة الجيش الجزائري الذي لابد أن يحظى أي شخص متقدم لمنصب الرئاسة بموافقتهم.
من جهتها عنونت صحيفة الخبر على الصفحة الاولى "بوتفليقة يعود على كرسي متحرك" بصورة كبيرة يظهر فيها الكرسي المتحرك بوضوح.
واوضحت "يبدو ان الرئاسة قد قررت اضفاء شفافية اكبر على حالة الرئيس الصحية، بما انها سمحت بنقل صوره على الكرسي المتحرك، ما يعني قطع اي حديث عن قدرته على الحركة بمجرد عودته للبلاد".
اما صحيفة الشروق فقالت تحت عنوان بلا تحيز "عاد الرئيس" ان ما يميز هذه العودة هو السرية التامة التي احاطت التحضير لها. رغم ان الاخبار حول عودته "القريبة" بدات تنتشر منذ اسبوعين.
لكن ما يهم بالنسبة لصحيفة النهار المقربة من السلطة هو ان "بوتفليقة يعود الى الجزائر حيا (...) ويقتل صناع الإشاعات".
وقالت "تصاعدت التأويلات والإشاعات حول صحة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة (...) إلى حد القول بدخول الرئيس في غيبوبة ثم وفاته إكلينيكيا في فرنسا(...) الامر الذي لم يفهم مضمونه ولا معناه ولا حتى الغاية منه".
واكدت الصحيفة بحسب مصادرها ان "صحة الرئيس تحسنت كثيرا".
وعادت صحيفة ليبرتي للتساؤل "هل اقتنع بوتفليقة انه حان الوقت للانسحاب من السلطة بارادته لاسباب صحية؟ مع اتمام ولايته الحالية ولو على كرسي متحرك".