على غرار حركة تمرد مصر، تحاول جهات متعددة في ليبيا عبر الشبكات الاجتماعية، ان تدعو للتمرد. وإن كان التمرد قد ارتبط بنظام الإخوان في شكله المصري، فإن بعض المبادرات في ليبيا، تفضل تسمية الحركة "رفض" للتوضيح والتفريق. تمرد طرابلسي ورفض بنغازيو تشق مبادرات ليبية طريقها بخجل نحو التحريض على تمرد في شكله الليبي. حركة تمرد ليبيا من تأسيس خمسة أشخاص في طرابلس، شباب وشابات. لا تريد ا أن تعلن عن نفسها ولا عن أعضائها إلا بعد اكتمال "النصاب القانوني". ويصرح مؤسس الحركة دون الكشف عن هويته في حديث لإذاعتنا، أن الحذر ضروي في هذه المرحلة التي لم تكتمل فيها الرؤيا بعد والتي تظهر فيها كل يوم جديد مبادرة "عشوائية" جديدة.
وبالرغم من أن حركة تمرد ليبيا من إلهام حركات التمرد المصرية إلا أن التمرد الليبي يختلف في طبيعته تماماً، فهو تمرد على الوضع الليبي غير الآمن، يهدف إلى خلق جيش وشرطة، "ونسعى لسحب الشرعية من الكتائب المشرعنة".
أما حركة رفض، من تأسيس شباب من بنغازي، فرؤيتها أوضح ربما وتجاوزت مرحلة الحذر في التعامل. "نحمل فلسفة تختلف نوعا ما عن التمرد. فنحن لا نتمرد على نظام الاخوان". يقول ناصر الهواري، من مؤسسي الحركة. إنه يطمح إلى جمع مليون توقيع من كل أنحاء ليبيا "بحيث نستطيع أن نحصل على شرعية شعبية لإسقاط المؤتمر الوطني خلال الأشهر الأربعة القادمة التي تنتهي في 30 اكتوبر 2013". حركة رفض ترفض كل مظاهر التسلح خارج الشرعية، وهو المبدأ الذي تتفق حوله كل المبادرات الأخرى، وتطالب المؤتمر بإنجاز الاستحقاقات الموجودة في الإعلان الدستوري، أي الدستور والانتخابات البرلمانية والانتخابات الرئاسية. "المؤتمر تباطأ في الموضوع ولا يزال بعيدا كل البعد عن تحقيق ذلك". وهناك حركة رفض أخرى، انشقت عن هذه، يقودها مالك الشريف، تحاول أيضاً أن تتحرك على الصعيد الوطني. "نحن حركة شبابية مستقلة"، يقول الشريف. من أهداف الحركة، اعتماد دستور 63 بالتعديلات كمرحلة انتقالية، واستبدال قانون العزل السياسي بالقضاء والقانون. هذا بالإضافة الى المطلب الموحد في حل كل التشكيلات المسلحة من كتائب ودروع.
الشارع الليبي هناك محاولات تنسيق بين هذه المبادرات والأخرى النامية، وذلك "لتوحيد الصف وتحديد تاريخ معين للخروج الى الشارع". من التواريخ المقترحة، يوم 20 غشت، الذي يصادف ذكرى تحرير طرابلس، أو يوم 23 أكتوبر الذي يصادف ذكرى إعلان التحرير.
الكاتبة الليبية رازان المغربي، ترى أن بعض هذه المبادرات تنادي بشعارات غريبة تعيد ليبيا إلى مربع النظام السابق، فهي حين تنادي بحل الاحزاب مثلا، فإن الأمر لا يختلف عن شعار القذافي "من تحزب خان". وتقول المغربي إن ليبيا كانت في تعطش جديد للأحزاب لأنها كانت ظاهرة غير معروفة نهائياً في ليبيا، مثلها مثل المجتمع المدني، لذلك فقد قامت بعشوائية وعلى أسس هشة، ولكن لا يعني ذلك وجوب حلها. وتضيف: " من الخطأ ترك الساحة لحزب معين، ومن المفيد أن نقول إن الأحزاب التي تحمل برامج ومشاريع للوطن أمر جيد وضروري". وتتحسر رازان المغربي على الشتات الذي يعيشه شعب ليبيا المتقارب في طبيعته وذو النسيج الواحد: " يجب أن نضع أصبعنا على الجرح ونقول: ليس لدينا أمن حقيقي. ووجود المليشيات المسلحة لن يجعلنا آمنين. لدينا حكومة مكبلة في الواقع. ومن استقال من الحكومة السابقة أخبرونا أن هناك سلطات أعلى من الحكومة والمؤتمر تحكمهم".