عندما لعب مباراة مفتوحة في كلاسيكو الكامب نو لحساب الليجا خسر بخماسية نظيفة، و لكن على جوزيه مورينهو المدير الفني لريال مدريد أن يكون جريئاً من خلال إنتهاج نفس الأسلوب خلال الكلاسيكو القادم لحساب إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا هذه المرة !!. مورينهو لا يوجد لديه خيار آخر سوى الهجوم و بضراوة، هذا إن أراد قلب الطاولة على كتيبة غوارديولا، خمسة أسباب تحتم على الرجل الخاص مفاجئة الجميع، و إنتهاج إستراتيجية هجومية في كلاسيكو الثلاثاء المقبل. السبب الأول : حاجة ريال مدريد لتسجيل هدفيْن على الأقل من أجل مد وقت المباراة و خوض الشوطيْن الإضافييْن، و عليه فإن الميرينجي مُطالب بزيارة مرمى البارسا عدة مرات، و ذلك لن يتمكن منه الفريق الملكي عبر إستراتيجية دفاعية، و الدليل ما حدث في معقل الريال "سانتياجو بيرنابيو" منذ أقل من أسبوع حتى قبل خروج "كليبر بيبي" من الملعب مطروداً، و إضطرار الريال لإكمال المباراة بعشرة لاعبين فقط !!. السبب الثاني : غياب بيبي، الرجل الوحيد القادر على تنفيذ إستراتيجية مورينهو الدفاعية بنجاح، بتفاصيل أدق : الداهية البرتغالي صاحب ال 48 عاماً يعتمد على بناء جيشيْن دفاعييْن أحدهما متقدم في وسط الملعب، كل جيش لديه قائد، جيش وسط الملعب لا يمكن أن يقوده بإمتياز سوى ذي الأصول البرازيلية، كانت تلك الحقيقة جلية خلال الكلاسيكوهات الثلاثة الماضية، و تحديداً في كلاسيكو ذهاب الدور قبل النهائي من دوري الأبطال، فعندما خرج صاحب ال 28 ربيعاً من الملعب، إنهار ريال مدريد، و تمكن برشلونه من تسجيل هدفيْن خارج الديار واضعاً قدماً و نصف في نهائي المسابقة الأوروبية العريقة !!. السبب الثالث : حرمان لاعبي برشلونه من الكرة، إستحواذ الفريق الكتالوني على الكرة بطريقته المعتادة في كلاسيكو الكامب نو المقبل يعني بما لا يدع مجالاً للشك إستحالة نجاح الريال في تحقيق الفوز أو حتى إدراك التعادل، لماذا؟؟…لأن لاعبي البارسا إما سيُقررون إستهلاك وقت اللقاء بطريقة شرعية مما سيخلق ضغطاً كبيراً على رونالدو و رفاقه، أو سيحاول الكتلان خلق فرص على مرمى كاسياس، و ربما ينجح "ميسي" أعجوبة العالم الثامنة و رفاقه في إحراز هدف من شأنه تعقيد الأمور أكثر و أكثر على فريق المدرب مورينهو. السبب الرابع : الاستفادة من الكفاءات الهجومية في تشكيلة الملكي، لا يُعقل أبداً أن تجلس كل تلك الأسماء الرنانة : كاكا و بنزيمه و أديبايور و هيجوايين و أوزيل على مقاعد بدلاء الريال في الوقت الذي يبحث فيه الفريق عن إحراز الأهداف، لابد من وجود على الأقل مهاجم صريح في تشكيلة مورينهو خلال قمة الثلاثاء، و من خلفه ثلاثة لاعبين في صناعة اللعب أحدهما بالتأكيد "الدون" رونالدو، و بجانبه إما (كاكا و دي ماريا) أو (كاكا و أوزيل). أعتقد أن البدء بالبرازيلي "ريكاردو كاكا" في اللقاء القادم سيفيد الريال بشدة نظراً للقدرات الفنية و المهارية العالية التي يتمتع بها لاعب ميلان السابق و أفضل لاعبي العالم في 2007، هذا فضلاً عن تعطش صاحب ال 28 عاماً لوضع بصمة لا تُنسى بالقميص الأبيض للميرينجي "ريال مدريد". السبب الخامس : وضع مدافعي البلاوجرانا في مواقف دفاعية بإستمرار، و إستغلال عدم إعتياد كتيبة غوارديولا على خوض تلك المواقف نتيجة للقدرات الهائلة للكتلان على الإحتفاظ بالكرة لفترات طويلة، فهم دائماً ما يكونون في حالة هجومية، و لا يقبلون اللعب إلا نادراً !!. نقطة ضعف لابد أن يستغلها السبيشيال وان في كلاسيكو الكامب نو، و هي وجود ماسكيرانو و بويول في غير مركزهما الأصلي، فالأرجنتيني سيلعب في قلب الدفاع، أما قائد الدريم تيم فغالباً ما سيشغل الرواق الأيسر مثلما حدث في الكلاسيكو الأوروبي الأول، فضلاً عن ذلك فإن الظهير الأيمن لبرشلونه "داني ألفيش" لا يُجيد المهام الدفاعية، و من خلال الضغط عليه، يمكن أن يشكل الثنائي مارسيلو و دي ماريا بمعاونة كاكا أو رونالدو جبهة يسارية نارية !!. أخيراً، أتمنى مشاهدة لقاء خالي من العنف و المُشاغَبَات، هذا الكلاسيكو الأخير هذا الموسم فأرجو أن يخرج بصورة تليق بإسم و حجم عملاقي إسبانيا و أوروبا.