... الجميل في كلاسيكو البارسا والريال ، بعيدا عن تفاصيلها التقنية والرقمية ، هو ذلك اللغط الكبير من التعاليق الصحفية الموالية لكل منهما ، وتلك السعادة التي ارتسمت على وجوه أنصار ومحبي الفريق الذي تمكن من الخروج منتصرا . أمس الأحد لم تخل وسائل الإعلام الإسبانية بمختلف أنواعها من هذا كله ، فكانت العناوين عاكسة لرأي كل جانب على حدة ، حيث نقرأ منها على وجه الخصوص : «هات هات يا حبيبي والملكي صانع الآهات» «أحرقناهم في جحيمهم وأخذنا اللقب» «سقط الكامب نو ! وطارت الليغا» « أخيراً تمكن المدرب جوزيه مورينهو من الفوز على المدرب غوارديولا في الكامب نو بعد عشر مباريات « « الكلاسيكو شهد حضورا جماهيريا غفيرا ، بلغ 99252 متفرج ، متفوقاُ على الرقم السابق في مباراة الكلاسيكو في نصف النهائي لكأس الملك الذي وصل إلى 95468 « « إن خسارة برشلونة في كلاسيكو الليغا بخر آمال الفريق في الفوز باللقب للعام الرابع على التوالي» «البارسا يقول وداعاً لليغا». «دوري كريستيانو». «انتصار بطل» «مورينيو فاجأ غوارديولا بطريقة هجومية و أبطل مفعول ميسى و قوة برشلونة» «ريال مدريد يتفوق في الكلاسيكو ب 87 فوزا مقابل 86 للبرسا « إلى غير ذلك من العناوين التي يمجد بعضها الجانب الذي يميل إليه ، ويحط من الجانب الذي لا يسير معه في نفس الخط . والواقع فإن البارسا والريال أصبحا فريقين من كوكب آخر ، لا أتصور أن هناك فريقا آخر في العالم بمقدوره الآن أن يكسر شوكتهما ، فهما الوحيدان اللذان يستطيعان أن يطيحا ببعضهما البعض ، فكما كانت البارسا «تمضغ وتبلع « الريال على مدى أربعة مواسم كاملة ، ها هي الريال تضرب ضربتها الأخيرة التي يبدو أنها قد تحسم أمر لقب الدوري الإسباني ، أمام منافس افتقد توهجه المعتاد ، ولم يكن لرد الفعل الخجول له أي تأثير ليدوم أكثر من ثلاث دقائق فقط ، قبل أن يتمكن الألماني مسعود أوزيل من إرسال كرة من ذهب إلى النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو هز بها عرش البارسا للمرة الأولى في قلب الكامب نو منذ موسم 2007-2008 ، وأفقدها صوابها ، بعد سلسلة من الانتصارات التي وقعت عليها على حساب الريال ، ومنحتها اللقب أربعة مواسم متتالية ، فهل هي بداية هبوط البارسا وصعود الريال ، أم أنها مجرد كبوة ستتلوها نتائج أفضل وأحسن بعدما طوت موضوع الليغا هذا العام مكرهة لحساب الريال ... المهم يبقى لبرشلونة خوض نهائي كأس الملك أمام أتلتيك بلباو، كما يبقى للقطبين معا خوض إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم هذا الأسبوع، حيث يستضيف برشلونة تشيلسي الإنجليزي أملا في تعويض خسارته ذهابا بهدف دون رد ، فيما يحل بايرن ميونخ ضيفا على ريال مدريد الذي خسر في ألمانيا بحصة 2-1. كلاسيكو هذه المرة إذن عاد للريال بجدارة واستحقاق ما في ذلك شك ، اعتبارا للوجه غير الإعتيادي الذي ظهر به البارسا الغريم التقليدي ، واعتبارا كذلك لتاكتيك مورينهو، ولتألق كريستيانو رونالدو الذي أبدع وجرى وتحرك وأربك دفاعات البارسا مع أوزيل وبنزيمة ولم يفقد أعصابه ، فكان من أهم النجوم وسرق الاضواء من ميسي وسجل هدف الفوز المدريدي ليرفع عدد أهدافه في الدوري إلى 42 هدفاً وينفرد بلقب الهداف بفارق هدف واحد عن ميسي .. وأيضا بتحطم رقم قياسي للريال ، بتسجيل هدفين رفعا عدد أهدافها في الدوري إلى 109 ، وهذا رقم قياسي جديد لعدد الأهداف في الموسم للدوري الاسباني والرقم السابق موسم 89/90 للريال أيضا وكان 107 هدف ، وبالطبع يمكن للفريق الملكي تطوير وتعزيز الرقم خلال المباريات الأربع الباقية بما يجعله رقما أسطوريا صعب المنال ... وهذا يعني أن ريال هذه السنة مختلفة عن ريال السنوات الأخيرة التي لم تعرف فيها «الضوء» البراق في الليغا ، وبالتالي كانت «ضخية» البارسا في كثير من المواجهات التي جمعت بينهما ، ولو لم تكن مختلفة لما استطاعت أن «تقلي وتشوي « البارسا في قلب دارها وأمام جماهيرها الكثيرة والكبيرة. على كل حال هذا الذي يقع في الليغا كله من حظنا نحن للمزيد من الإستمتاع بأفضل بطولة وأفضل لاعبين في العالم ، وبأفضل كرة عصرية ، تسيل لعاب الكثيرين .