اتفقت شركة الخطوط الملكية المغربية٬ تحت إشراف وزارة التجهيز والنقل٬ مع الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج على تقديم تسهيلات خاصة بالنقل لفائدة المغاربة المقيمين في الخارج من خلال عرض إجمالي ب40 ألف مقعد. وتم اتخاذ هذا الإجراء في إطار اتفاقية إطار للشراكة وقعها مساء أمس الثلاثاء بباريس الوزير المنتدب المكلف بالجالية المغربية المقيمة في الخارج السيد عبد اللطيف معزوز والمدير العام التنفيذي للخطوط الملكية المغربية السيد عبد الرفيع زويتن٬ بحضور سفير المغرب في فرنسا السيد شكيب بنموسى ومدير الطيران المدني بوزارة النقل السيد عبد الله بوحوش٬ إضافة إلى وفد هام يمثل جمعيات المغاربة المقيمين بالخارج. وتقدم شركة الطيران الوطنية٬ بموجب هذه الاتفاقية٬ لفائدة المغاربة المقيمين في الخارج تخفيضات في التسعيرة بالنسبة لشراء تذاكر مسبقة٬ وكذا أثمنة تفضيلية لشراء جمعيات المغاربة المقيمين في الخارج تذاكر للمجموعات. كما تهدف هذه الاتفاقية٬ الساري مفعولها إلى غاية دجنبر 2016٬ إلى إحداث بطاقة إخلاص للعائلة تمنح تخفيضا في الأثمنة وتسهيلات في معالجة الزيادة في الأمتعة٬ وكذا بطاقة امتياز بالنسبة للمتقاعدين . وفي ما يتعلق بالجانب الثقافي المنصوص عليه في الاتفاقية٬ ستقدم الخطوط الملكية المغربية تسهيلات للنقل لفائدة الفنانين المشاركين في الأنشطة والبرامج التي ينظمها المغاربة المقيمون في الخارج٬ وكذا للأطفال والشباب المهاجرين المشاركين في الأنشطة الثقافية واللغوية المنظمة في بلدهم الأصلي. وتقدم الاتفاقية كذلك دعما للمغاربة المقيمين في الخارج في وضعية صعبة من أجل تنقلهم إلى المغرب٬ وعلى الخصوص بالنسبة لمن لم يلتحقوا به منذ عشر سنوات. وسيتم تخصيص حصة سنوية لنقل جثامين الأشخاص المحتاجين٬ وذلك بعد القيام بدراسة الملف من قبل السفارة والوزارة. وأعلنت الشركة أيضا عن إصدار منتوج جديد يسمى "عمرة" في الموسم الذي يعرف انخفاضا في الرحلات مع سعر تفضيلي يتعلق بالذهاب انطلاقا من أوروبا والإقامة في المغرب والانطلاق إلى الأماكن المقدسة والرجوع إلى بلدان الإقامة. وتعد هذه الاتفاقية ثمرة إرادة مشتركة للوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج ووزارة التجهيز والنقل والخطوط الملكية المغربية من أجل "وضع أسس تعاون فعال وتنسيق مثمر". ويكمن الهدف أيضا في "الاستجابة للانتظارات والتطلعات الجديدة للمغاربة المقيمين في الخارج٬ والعمل على تعزيز ارتباطهم ببلدهم الأصلي المغرب٬ ودعمهم في فترة الأزمة". كما تلتزم الشركة٬ بموجب هذه الاتفاقية٬ بالمساهمة في برنامج الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة في الخارج٬ في مجال مرافقة المغاربة في الخارج من خلال مواكبة الأحداث الثقافية التي ينظمونها٬ أو تلك التي تنظم من قبل الوزارة أو تحت رعايتها في بلدان الاستقبال التي تؤمن الشركة النقل إليها (أسابيع المغرب٬ أيام ثقافية ...) وأشاد السيد معزوز٬ بمناسبة حفل التوقيع على هذه الاتفاقية٬ بالتزام الخطوط الملكية المغربية بخدمة المغاربة المقيمين في الخارج٬ مؤكدا أن هذه المبادرة تعد٬ على غرار تلك التي قامت بها مؤسسات أخرى٬ "تنفيذا للرؤية والرعاية الموصولة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في ما يتعلق بالمغاربة المقيمين في الخارج". وبعدما ذكر بأنه في فترة الأزمة الاقتصادية والمالية التي يعرفها العالم حاليا وخاصة أوروبا٬ فإن مغاربة العالم تأثروا بشكل مباشر٬ أعرب الوزير عن تضامن الحكومة بكل الوسائل المتاحة للمغرب الذي ليس٬ هو أيضا٬ بمنأى عن تداعيات الأزمة. وأشار إلى الأهمية الخاصة لهذه المبادرة التي من شأنها الاستجابة لانتظارات المغاربة المقيمين في الخارج بشأن زيارة وطنهم والبقاء على اتصال مع عائلاتهم. من جهته٬ أعرب السيد بنموسى٬ الذي يعد هذا أول نشاط رسمي له منذ توليه مهامه على رأس سفارة المغرب في باريس٬ عن سعادته للمشاركة في هذا الحفل٬ لاسيما وأنه يهم الجالية المغربية المقيمة في الخارج التي تحظى بالعناية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ويساهم في تعزيز العلاقات بين المغرب وفرنسا في جميع المجالات. وأكد على دور "الجسر الحقيقي" الذي تقوم به الجالية المغربية في العلاقات الثنائية٬ مبرزا ضرورة مواكبة هذا الدور وتشجيعه والحفاظ عليه٬ و"من هنا تأتي أهمية هذه الاتفاقية المتعلقة بتحسين الخدمات المقدمة لمغاربة العالم". وذكر بمقاربة القرب المعتمدة من قبل السفارة والقنصليات ال16 للمغرب في فرنسا والجهود المبذولة لتحسين الخدمات القنصلية٬ معتبرا أنه لا يزال هناك "الكثير مما ينبغي القيام به"٬ لأن الأمر يتعلق بعمل "ذي نفس طويل"٬ وأنه سيتم التفكير في الكيفية التي يمكن من خلالها للسفارة أن ترافق أكثر الجالية المغربية. من جانبه٬ ذكر السيد زويتن ب"التاريخ الطويل" للروابط القائمة بين المغاربة المقيمين بالخارج والخطوط الملكية المغربية من حيث "الاستقبال الخاص" الذي تخصصه لهم٬ مؤكدا أن شبكة الشركة تتابع في إطار توسعها٬ إضافة إلى المحاور السياحية٬ مناطق تواجد المغاربة المقيمين في الخارج. وقال "لقد فتحنا خطوطا جديدة في السنوات الأخيرة في موسكو وبرلين٬ وسنفتح خطوطا أخرى في كوبنهاغن وستوكهولم وتورينو وزيوريخ. وهذا يعني ارتباط وقرب الخطوط الملكية من مواطنينا المقيمين في الخارج". وأبرز أن الخطوط الملكية المغربية تقطع٬ من خلال هذه الاتفاقية٬ "خطوة جديدة" نحو تعزيز علاقاتها مع المغاربة المقيمين في الخارج٬ مؤكدا أنه تم تخصيص 40 ألف مقعد خلال فترة الذروة انطلاقا من مختلف الأسواق (أوروبا وأمريكا الشمالية وافريقيا والشرق الأوسط) لنقل مغاربة العالم نحو بلادهم٬ مع ظروف تمت دراستها عن كثب مع وزارة النقل. وقال السيد زويتن إنه رغم "المنافسة الشرسة" التي تواجهها الخطوط الملكية المغربية بسبب اتفاق الأجواء المفتوحة٬ الذي اضطر الشركة للنظر في توازنها الاقتصادي والمالي فإنه "كلما تمكنا من القيام بعمل لفائدة المغاربة المقيمين في الخارج٬ وعلى الخصوص الأسر٬ فإننا نقوم به باهتمام بالغ".