يطل شمال المغرب على القارة الأوروبية، حاملا في طياته عبق التاريخ وحكايات البطولة. فعند زيارة شواطئ هذه المنطقة، لا يسع المرء إلا أن يتأمل عبور طارق بن زياد للضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط، عبر جبل طارق الذي أخذ عنه اسمه بعد نجاحه في فتح الأندلس، وهي جرعة ملهمة من تاريخ مدون بحروف من ذهب. وإذ ينزعج العساكر المتبلدون، حكام الجزائر الفعليون، من خريطة المغرب منصبين أنفسهم طرفا رئيسيا في قضية وهمية لا تعنيهم في شيء، فبأي مرارة يحسون أمام حقائق التاريخ ودروسه؟ والتي من بينها حكاية طارق ابن زياد، ذلك البطل المغربي الذي عبر مضيق جبل طارق، حاملا معه راية الإسلام والفتح؟ طارق لم يرهبه جيش، بل واجه جيوشا. ولم يتراجع أمام تحد، بل حوله إلى نصر مدو ليظل رمزا لصمود المغرب، وعراقة تاريخه. فهو مهد الحضارات والثقافات المتنوعة، والإنجازات الحضارية الخالدة، بلد لا يهزه اعتراض ضد خريطة على قميص، ولا تثنيه استفزازات تافهة. إن انسحاب اتحاد العاصمة وفرق أخرى في مختلف التظاهرات الرياضية بأوامر من عسكر ينقصهم بعد النظر، هو اعتراف صريح بالعجز والوهن، فبدلا من المواجهة، اختاروا الهروب بحجة غريبة أثارت سخرية الصحف العالمية والذين تفاعلوا مع هذا الحمق في مواقع التواصل الاجتماعي. وعلى خطى طارق ابن زياد الذي عبر مضيقا في سبيل الفتح، فالمغرب اليوم قادر على عبور أي عقبة، وتحقيق أي إنجاز، بفضل عزيمة شعبه وإرادته القوية. فليراجع مسؤولو الجزائر سياسة الاستمرار في عبثهم الذي لا مبرر له سوى الفشل والسعي وراء الإلهاء وتصريف الأزمة الداخلية، وليعلموا أن المغرب لن يتنازل عن ذرة من ترابه، ولن يسمح لأحد بالمساس بكرامته. كما أن خريطة المغرب ليست مجرد رسم على قميص، بل هي رمز لوطن عريق، وشعب مجاهد، وتاريخ حافل بالإنجازات. فلتحترموا هذا الرمز، ولتكفوا عن الحماقات الصبيانية الرخيصة.