تطورات مثيرة بل وخطيرة جدا، تلك التي أعقبت واقعة "الصفعة" التي ميزت أشغال اللجنة التحضيرية للمؤتمر ال 18 لحزب الاستقلال، والتي فجرت سلسلة من الصراعات والتجاذبات، الخفية منها والمعلنة، بين تيارات بارزة داخل هياكل الحزب، بلغت حد اللجوء إلى القضاء. وارتباطا بهذه الصراعات سالفة الذكر، توصلنا في موقع "أخبارنا" بوثيقة تحمل توقيع القيادي "محمد سعود"، رئيس الفريق الاستقلالي بمجلس جهة الشمال، عبارة عن رسالة موجهة إلى الأمين العام "نزار بركة"، يطالب من خلالها بتجميد عضوية "نور الدين مضيان" بالفريق الاستقلالي بمجلس الجهة إلى حين البت النهائي في ملفه المعروض على أنظار القضاء، في إشارة منه إلى الشكاية التي تقدمت بها ضده نائبة رئيس الجهة "رفيعة المنصوري"، على خلفية تعرضها لممارسات شاذة وغير أخلاقية من طرف زميلها في الحزب "نورالدين مضيان"، مست شرفها وعرضها وتجاوزته للابتزاز والتشهير والتهديد، وفق مضمون الرسالة. كما طالب أعضاء الفريق الاستقلالي بمجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة، في أعقاب اجتماعهم الطارئ، عقد يوم الخميس 14 مارس الجاري -طالبوا- الأمين العام نزار بركة ب"تجميد عضوية نور الدين مضيان من كل دواليب الحزب احتياطيا، وإحالة ملفه على لجنة التحكيم والتأديب، في انتظار حكم المحكمة". هذه الصراعات، بحسب مصادر استقلالية استنكرت بشدة ما يحصل، اعتبرتها ارتدادات طبيعية لرغبة قادة بارزين في الزعامة والتموقع الذي يسبق عادة كل مؤتمر وطني، قبل أن تعرب عن أسفها الشديد، بعد أن تم إحباط مبادرة الصلح التاريخية التي كان وراءها القيادي محمد ولد الرشيد، التي كانت تروم توحيد الصف الداخلي بين التيارات المتصارعة، قبل دخول استحقاق المؤتمر الوطني المرتقب نهاية شهر أبريل المقبل. في ذات الصدد، أوضحت مصادر الجريدة أن هذه الخلافات المعلنة، تهدد بنسف مسار التحضير للمؤتمر، في إشارة إلى احتكام وجوه بارزة بالحزب إلى القضاء بسبب واقعة "الصفعة"، من قبيل الشكاية التي تقدم بها "منصف الطوب" ضد زميله "يوسف أبطوي"، إلى جانب طعن "أشرف أبرون" في قانونية انتخاب أعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر، تم أخيرا، الشكاية التي وضعتها نائبة رئيس جهة الشمال "رفيعة المنصوري" لدى ابتدائية طنجة، ضد القيادي "نور الدين مضيان". من جانبه، كان "نور الدين مضيان" رئيس الفريق الاستقلالي بمجلس النواب، قد تبرأ من خلال محادثة خص بها موقع "أخبارنا" من تهم التشهير والسب والقذف الموجهة إليه من طرف زميلته "المنصوري، مشيرا إلى أن التسجيل الصوتي المنسوب إليه، مفبرك باستعمال الذكاء الاصطناعي، قبل أن يؤكد أن أخلاقه لا تسمح له بأن يتفوه بمثل الكلام الذي جاء في التسجيل الرائج. كما شدد "مضيان" على أن هذه التحركات (شكاية المنصوري) لها علاقة مباشرة بالمؤتمر الوطني لحزب الاستقلال، قبل أن يؤكد أنها بمثابة رد فعل على إحباط مخطط كان يروم نسف أشغال المجلس الوطني الأخير.