تواجه الجزائر عزلة إقليمية غير مسبوقة، بعدما اتضح أن علاقاتها الدبلوماسية مع عدد من الدول العربية والخليجية ليست في أحسن أحوالها. وليست علاقة "الجارة الشرقية" مع دولة الإمارات العربية المتحدة بمنأى عما تعيشه من عزلة سياسية ودبلوماسية، ما دفعها إلى البحث عن سبل لإنهاء أزمتها مع أبوظبي على وجه التحديد. وفي هذا الصدد؛ أفادت مجلة "مغرب أنتلجنس" أن "النظام الجزائري طالب الكويت، بشكل غير رسمي وسري، بلعب دور الوساطة مع دولة الإمارات العربية المتحدة"، مضيفة أن "العلاقات الثنائية بين الجزائر وأبو ظبي تمر بمأزق حقيقي". وزادت المجلة أن "السلطات الإماراتية، على ما يبدو، فقدت كل صبرها أمام العدوانية الدائمة أو المتكررة للسياسيين والإعلاميين الجزائريين المحسوبين على النظام الجزائري، التي تؤجج باستمرار وتنشر مشاعر عميقة معادية للإماراتيين بين الشعب الجزائري". وفي الجزائر كما في أبوظبي، يردف المصدر عينه، "لا يزال القادة متمسكين بموقفهم، ولا يبدو أن أيا من الطرفين يرغب في تقديم تنازلات للآخر"، لافتا إلى أن "الجزائر تنتقد الإمارات بسبب دعمها ماليا وسياسيا للمغرب ومصالحه الاستراتيجية". من جانبها، يشرح "مغرب أنتلجنس"، "تنتقد الدولة الإماراتية النظام الجزائري بسبب ولائه لتركيا وقطر، فضلا عن تصرفاته المعادية للمصالح الإماراتية في شمال إفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى". ولنزع فتيل هذه الأزمة، توضح المجلة المذكورة، "يجرب النظام الجزائري طريق الكويت؛ وهي الإمارة التي تتمتع بمصداقية كبيرة واحترام من جميع دول الخليج". وتابع المصدر المذكور: "يريد الرئيس الجزائري "عبد المجيد تبون" وقف التصعيد مع هذه الدولة الخليجية الغنية، التي تحافظ على صداقات ممتازة مع الغرب وروسيا والصين، وكذلك جميع القوى الناشئة". قبل عام واحد من الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها عام 2024، تبرز مجلة "مغرب أنتلجنس"، "أدرك تبون خطر البقاء مرتبطًا بهذا العداء المسموم مع واحدة من أكثر الدول نفوذاً في العالم الإسلامي والعربي، التي أصبحت الآن لاعبًا ديناميكيًا في مجموعة البريكس". تجدر الإشارة إلى أن "الكويت لعبت دورا حاسما في عودة تطبيع العلاقات بين السعودية وحلفائها مع قطر، إثر ما سمي بالأزمة الخليجية بين 2017 و2021. وبالتالي يأمل النظام الجزائري الاستفادة من هالة الكويت، لإيجاد حلول تسمح له برفع العوائق التي تهدد علاقاتها مع الإمارات العربية المتحدة، لكن في الوقت الحالي، لا شيء يشير إلى أن هذا الرهان سيكون فائزًا حقًا للجزائر"، تختم المجلة نفسها.