يبدو أن مسلسل التوسل الجزائري وطلب العون من باقي الدول مستمر؛ فبعدما طالب من أمير قطر التوسط لدى "إدارة بايدن" وقادة الدول الغربية الأكثر نفوذا لرسم صورة وردية عنه وعن بلاده، جاء الدور، مجددا، على كل من الصينوروسياوجنوب إفريقيا، حتى تتمكن "الجارة الشرقية" من المشاركة في قمة "البريكس" المقبلة. ووفق ما أوردته مجلة "مغرب أنتلجنس"، فإن "تبون يعمل جهد الإمكان للمشاركة في هذه القمة بأي طريقة، المقرر انعقادها في الفترة الممتدة من 22 إلى 24 غشت المقبل في جنوب إفريقيا". وزاد المصدر ذاته أن "هناك عقبات كثيرة ستحول دون تحقيق غاية تبون في المشاركة في "قمة البريكس"؛ ضمنها المعارضة الشديدة التي أبدتها الهند، وبدرجة أقل البرازيل، التي لا ترى مصلحة في وجود الجزائر المتخلفة في المجموعة". "ويروم تبون، من خلال هذا الإصرار على المشاركة في "قمة البريكس"، تحقيق مكاسب سياسية لتوحيد الجزائريين حوله، بالإضافة إلى بحثه عن الفخر والمجد المفقودين"، تشرح المجلة نفسها. ولتحقيق هذا الغرض، يردف المصدر، "طلب عبد المجيد تبون دعم روسياوالصين؛ هذا الدعم لن يكون كافيا بالنسبة له لإقناع الهند بسحب "الفيتو". وهكذا طلب الرئيس الجزائري من دبلوماسيته تنشيط جميع الشبكات الجزائرية في جنوب إفريقيا؛ الدولة الأخرى العضو في البريكس، التي تستضيف القمة على أراضيها". هذا وتابع "مغرب أنتلجنس" أن "الهند هي أحد الشركاء الرئيسيين لجنوب إفريقيا، التي تضم أقلية هندية كبيرة. كما أن لرئيس جنوب إفريقيا "سيريل رامافوزا" علاقات جيدة مع الزعيم الهندي ناريندرا مودي". وعليه، تبرز المجلة المذكور، "أرسل تبون عدة مبعوثين، في الأسابيع الأخيرة، للتواصل مع جماعات الضغط الناشطة في الشبكات السياسية في جنوب إفريقيا، من قبيل المديرين التنفيذيين المؤثرين في حزب المؤتمر الوطني الإفريقي؛ حزب الراحل نسلون مانديلا، من أجل الدفاع عن قضية الجزائر مع رئيس جنوب إفريقيا، ومطالبة "مودي" بالتوسط قصد رفع هذه التحفظات التي أعربت عنها الهند ضد ترشيح الجزائر". أكثر من هذا، يضيف المصدر ذاته، "يبدو أن عبد المجيد تبون مستعد، أيضا، لاستقبال وفد رفيع المستوى أرسلته نيودلهي لاستقباله بسخاء في الجزائر العاصمة، وبدء مناقشات رسمية تسمح بفتح العديد من العقود العامة للشركات الهندية". وحسب مصادر المجلة، فإن "رامافوزا وعد بالدفاع عن الملف الجزائري، لكنه لم يفعل أي شيء، بعد، لتقريب الجزائر العاصمة من نيودلهي. ولم يتم حتى الآن اكتساب حضور تبون المادي بجوهانسبرغ في غشت المقبل على الإطلاق، رغم أنه ذو أهمية استراتيجية لبقية الأحداث التي تنتظر السلطة الجزائرية، لاسيما في الانتخابات الرئاسية المقبلة العام المقبل (2024)". تجدر الإشارة إلى أن هذا الوضع يُقلق، بشكل خاص، الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الذي يسعى إلى استخدام كل الأوراق لانتزاع مكان صغير داخل منطقة بريكس حتى يغري به أنصاره خلال التشريعيات المقبلة، تختم المجلة ذاتها.