قام مهندسو المواد في جامعة ستانفورد بتطوير نظام جديد لتوصيل الدواء (هيدروجيل) يحوِّل الحُقَن اليومية أو الأسبوعية لمرض السكري وأدوية التحكم في الوزن، مثل Ozempic وMounjaro وTrulicity وVictoza وغيرها، إلى مرة واحدة فقط كل أربعة أشهر. في الدراسة الجديدة، التي نُشرت في 21 نوفمبر 2023 في مجلة Cell Reports Medicine، يَعتقد الباحثون أن مثل هذا النظام سيحسّن التعامل بشكل كبير مع مرض السكري وزيادة الوزن، ويحسّن امتثال المريض لاستخدام الأدوية الموصوفة، ويساعد المصابين بداء السكري من النوع الثاني على تحسين النتائج الصحية على المدى الطويل. تعمل جميع هذه الأدوية عن طريق محاكاة هرمون الببتيد الشبيه بالجلوكاجون 1 (GLP-1)، ولكن على الرغم من نجاحها في مساعدة الأشخاص في ضبط نظامهم الغذائي ووزنهم، فإن الحُقَن اليومية أو الأسبوعية النموذجية تشكّل عبئًا على العديد من المرضى. ما هو الدواء وما آلية عمله؟ يكمن سر مادة الهيدروجيل في الخصائص الفيزيائية الفريدة للجسيمات النانوية الموجودة فيه. الهيدروجيل أو الهلاميات المائية ليست جديدة، فعلى سبيل المثال، كثير من الأشخاص اليوم يرتدون عدسات لاصقة مصنوعة من الهلاميات المائية، ولكن تم تصميمها لمقاومة التمزق والحفاظ على شكلها. بدلاً عن ذلك، تم تصميم مادة هيدروجيل في شركة Appel باستخدام البوليمرات والجسيمات النانوية التي ترتبط ببعضها البعض بشكل ضعيف، بحيث تتماسَك معاً كمادة هلامية تتبدد ببطء مع مرور الوقت. ويتكون الهيدروجيل من شبكة من سلاسل البوليمر والجسيمات النانوية التي تحمل جزيئات الدواء حتى تذوب هذه الشبكة، ويتم إطلاق الأدوية التي تحملها. يذوب الهلام المائي على مدى عدة أشهر مثل مكعب السكر الذي يذوب في الماء، جزيئاً بعد جزيء، وتمت الإشارة هنا إلى الشبكة التي يتم ربطها ببعضها البعض بواسطة نوع من الفيلكرو الجزيئي الذي يلتصق ببعضه البعض بشكل جيد، ولكن يمكن تفكيكه بسهولة. يتمتع الهلام المائي الجديد، المعروف تقنياً باسم هيدروجيل جسيمات البوليمر النانوية، بجودة معتدلة تماماً من التدفق المائع الذي يمكن حَقنه بسهولة باستخدام إبر جاهزة للاستخدام، ولكنه يتميز بثبات يشبه الهلام، متين بدرجة كافية في الجسم لمدة أربعة أشهر كاملة، وتتم صياغة جزيئات الدواء في الهلام المائي، ويتم تحريرها بشكل منتظم مع مرور الوقت عندما يذوب الهيدروجيل ببطء. ما مستقبل هذا الدواء؟ ومتى سيتمكن المرضى من استخدامه؟ حتى الآن، اختبر الفريق النظام الجديد لتوصيل الدواء على فئران المختبر بنجاح كبير. وأشار العلماء إلى أن حقنة واحدة من هذا العلاج المعتمِد على الهيدروجيل في الفئران تعمل على تحسين ضبط نسبة الجلوكوز في الدم وضبط الوزن مقارنة بالحُقَن اليومية لأي دواء تجاري مستخدَم حاليًا. في حين تم تصميم هذا الهيدروجيل خصيصاً لنظام الدواء المخصّص للسكري لمدة أربعة أشهر، فإن الفريق نجح في ضبط الأطر الزمنية للإصدار في أي مكان، من فترة أيام إلى ما يزيد عن ستة أشهر. ويضيف أنه تم استخدام مثل هذه الأنظمة مع بروتينات ولقاحات أخرى، وحتى الخلايا العلاجية، وهناك أدلة على أن آلية عمل هذا الدواء يمكن أن تقلل أيضاً من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وتشير كل هذه الاكتشافات إلى الاحتمال الواعد بأن نظام توصيل الدواء هذا ربما يمكن تطبيقه على أدوية أخرى وحالات أخرى. وستكون الخطوة التالية هي إجراء اختبارات على الخنازير، التي يكون جلدها وأنظمة الغدد الصماء فيها أكثر تشابهاً مع تلك الموجودة في البشر. وإذا سارت هذه التجارب وفقاً للخطة، فيمكن للقائمين على التجربة إجراء تجارب سريرية على البشر في غضون عام ونصف إلى عامين.