بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أيها الناس كنتم مسلمين أو غير مسلمين ، فلكم دينكم و لي دين . هل تعلم من الرابح و من الخاسر في الحرب التي تجري الآن في قطاع غزة أو في كل فلسطين ؟ الرابح فلسطين بما وجدت من تأييد شعبي عالمي لقضيتها المُحقة ، قضية شعب انتُزعت منه أرضه و أهديت لمجموعة أرادوا طردها من أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية ، مجموعة أرادوا التخلص منها ، فما وجدوا إلا أرض كنعان فلسطين التي كانت محتلة من الإنكليز . فاتفق الغرب كله و نفذوا وعد وزير خارجية بريطانيا آنذاك بلفورد و هجّروا اليهود لأرض فلسطين و دعموهم بكل ما يحتاجونه لإقامة كيان جديد سموه إسرائيل ليس حبا فيهم بل للتخلص منهم و تقريب نزول عيسى عليه السلام للأرض حسب عقيدتهم . ربحت فلسطين لأن الشعوب الغربية انتفضت و علمت أن حكوماتها تؤيد الظلم على الحق ، و الشعوب الغربية ذكية و متابعة لما يجري في غزة خاصة أن اليوم الإعلام أصبح بين يدي المدونين في المواقع الاجتماعية و الأنترنت عامة ، رغم التضييق الحاد ضد فلسطين و من يؤيدها ، و بعض القنوات العربية التي تنطق بالإنجليزية كالجزيرة و العربي ، ربحت فلسطين لأن علمها هو المتواجد الأكثر في التظاهرات و على المواقع الإجتماعية و في كل القنوات الفضائية الحرة ، ربحت فلسطين لأنها أظهرت أن الجيش الذي يقال عنه أنه لا يقهر قهرته ، ربحت فلسطين لأنها أبهرت العالم المتقدم و صاحب الأسلحة النوعية و الرادارات المتطورة و القبات الحديدية أن رجالها المقاومين استطاعوا في دقائق معدودة اختراق جدار الحدود المدجن بالكاميرات و الرادارات و الشبابيك و الأشواك . خسرت إسرائيل لأن كل ما يقال عن جيشها أنه لا يقهر أصبح من الماضي و ليس صحيحا . خسرت إسرائيل لأنها و لأول مرة منذ عقود تخسر أكثر من ألف رجل قُتلوا على يد المقاومة خسرت إسرائيل لأنها فقدت أكثر من 300 شخص منهم مجندين و ضباط هم في عدد المحتجزين لدى المقاومة . خسرت إسرائيل لأنها اليوم تقتل المدنيين العُزل و تجوعهم انتقاما من المقاومة ، خسرت إسرائيل لأنها لا تستطيع مسايرة الحرب وحدها و تتسول للغرب مساعدتها بالأسلحة المتطورة و مساعدتها تقنيا و لوجيستيا . أيها الشعوب الحرة الأبية كنتم مسلمين أو غير مسلمين تأييدكم للقضية الفلسطينية شرف لكم وللشعب الفلسطيني لأنكم تؤيدون الحق على الباطل . فشكرا لكم و الفخر لكم و الحق يعلى و لا يُعلى عليه .