أمير المؤمنين يحيي ليلة القدر المباركة بالقصر الملكي بالرباط    رئيس مجلس النواب يستقبل سفير جمهورية غواتيمالا    انسحاب مفاجئ.. كوت ديفوار تتخلى عن تنظيم كأس إفريقيا تحت 20 سنة قبل أسابيع من انطلاقها    انعقاد اجتماع حول تصاميم إعادة هيكلة الأحياء غير المنظمة بتطوان    دول إفريقية تشيد ب"المبادرة المغربية"    الجواهري ينتقد "جودة الخدمات والاستقبال" في الوكالات التجارية البنكية    تأجيل أولى جلسات محاكمة مواطنة صفعت قائدا بتمارة    موريتانيا تشيد بالعلاقات مع المغرب    استقالة رئيسة لجنة المونديال بإسبانيا    ألباريس: المغرب وإسبانيا أرسيا خلال السنوات الثلاث الأخيرة "أفضل مناخ للتعاون على الإطلاق" في تاريخ علاقاتهما الثنائية    مذكرة تفاهم بين المغرب والصين لتعزيز الربط الجوي    عصر التفاهة    تمديد أجل الترشيح لجائزة المغرب للشباب إلى 10 أبريل المقبل    الذهب يهبط مع صعود الدولار وعوائد سندات الخزانة الأمريكية    حجز وإتلاف 60 كلغ من اللحوم الفاسدة بمدينة المضيق    بورصة الدار البيضاء تغلق بأداء سلبي    البنك الدولي: المطر يخدم النمو .. وتشريعات الشغل تحتاج الإصلاح بالمغرب    تزامنًا مع فاجعة إقليم شفشاون.. جانح يهاجم تلميذًا بسكين داخل مؤسسة تعليمية بطنجة    الملك محمد السادس يهنئ رئيس جمهورية بنغلاديش الشعبية    الإعلام الإسباني: دياز وأكرد مهندسا الفوز الكبير للمغرب على تنزانيا    مدينة درو الفرنسية تحتفي بالمغرب وبثرائه وتنوعه الثقافي    الفرقة الوطنية تباشر تحقيقاً في استفادة بعض الأشخاص من دعم استيراد الأغنام    السفارة الأمريكية بالرباط تحذّر المغاربة من انتهاك قوانين الهجرة    تقرير دولي يكشف تفوق "اتصالات المغرب" عن باقي الفاعلين في المغرب    «تجربة متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر» هدى البكاي ترصد الدبلوماسية الثقافية المغربية    غرام موسم القيظ    رسالة إلى تونس الخضراء... ما أضعف ذاكرتك عزيزتي    مجلة تنشر "خطة هجوم أميركي"    الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها : تسليم السلط بين محمد البشير الراشدي ومحمد بنعليلو    الأرجنتين تعيد فتح قضية وفاة "مارادونا" وتعتقل "شاهد زور"    مونديال الأندية.. الفائز باللقب ينال قرابة 125 مليون دولار (فيفا)    مقتل 830 شخصا منذ استئناف الهجوم الإسرائيلي على غزة    توقعات أحوال الطقس ليوم الخميس 27 مارس    فوضى بمحطة قطار.. شخص مضطرب يثير الرعب ويخرب تجهيزات السكك الحديدية    المندوبية السامية للتخطيط تحذر من كلفة ضعف التمكين الاقتصادي للقرويات    سماء المغرب على موعد مع ظاهرة فلكية نادرة يوم السبت    مسلسل رحمة في مرمى الانتقاد بسبب مشاهده الحميمية    الرباط وموسكو.. تاريخ مشترك يُبعث من جديد عبر "نادي لحظة الحقيقة"    جزيرة "مان" البريطانية تقنن مفارقة الحياة بمساعدة الغير    22 قتيلا حصيلة حوادث السير بالمناطق الحضرية خلال الأسبوع الماضي    الشاعر نور الدين الدامون في ذمة الله    "سيعودون في توابيت".. "حماس" تحذر إسرائيل من محاولة استعادة الأسرى بالقوة    تجميد المواد الغذائية .. بين الراحة المنشودة واستحضار الجودة    الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تودع شكاية لفائدة طفلة أُصيبت بالسيدا عقب عملية جراحية    تصعيد عسكري إسرائيلي على عدة جبهات وتحذيرات من تفاقم الكارثة الإنسانية    المغرب المتضرر من الجفاف يمدد دعم استيراد القمح حتى نهاية العام    وليد الركراكي : المهارات الفنية صنعت الفارق أمام تنزانيا    دراسة توضح تأثير استخدام شات جي بي تي على الشعور بالوحدة    كأس العالم 2026: الأرجنتين تسحق البرازيل برباعية وتصبح أول المتأهلين للنهائيات عن أمريكا الجنوبية    الركراكي: نتطلع إلى إسعاد المغاربة    شكوى حقوقية حول إصابة طفلة بفيروس الإيدز إثر عملية أذن في مستشفى جامعي    الدورة الثلاثون للمعرض الدولي للنشر والكتاب فضاء لمواصلة السعي الواعي إلى النهوض بالكتاب والقراءة (بنسعيد)    اكتشاف جديد يحدد الأجزاء المسؤولة عن تذكر الكلمات في الدماغ    نهاية سوق پلاصا جديدة بطنجة    كسوف جزئي للشمس مرتقب بالمغرب يوم السبت القادم    عمرو خالد يحث المسلمين على عدم فقدان الأمل في وعد الفتح الرباني    السعودية تحين الشروط الصحية لموسم الحج 2025    المجلس العلمي المحلي للجديدة ينظم حفلا قرآنيا لتكريم الفائزين بالمسابقة القرآنية المحلية    









إيطاليا: سارية إسمنتية تردي عاملا مغربيا قتيلا
نشر في أخبارنا يوم 04 - 03 - 2013

نظرا لظروف العمل الغير صحية، والخالية أصلا من قوانين الحماية والسلامة التي وضعها قانون الشغل لخدمة هؤلاء العمال، والمحافظة على كرامتهم الإنسانية، وضمان حقوقهم الكاملة.لعل الأزمة الاقتصادية بإيطاليا وصلت حدّها، واشتد الخناق على أصحاب المقاولات والشركات برمّتها، مما دفع بكثير من أرباب الأعمال أن يتفادوا ما استطاعوا من الخسائر اليومية المتلاحقة، وأن يلجئوا إلى سياسة نقص العمال وتخفيض التكاليف. وهذا ما أثّر سلبا بلا محالة في سوق العمل بإيطاليا، وتسبب غالبا في وقوع أحداث مأساوية في كثير من أماكن الشغل،
لعل انعدام هذه الحماية خلّف أضرارا صحية كبيرة، ونتجت عنه عاهات مستديمة، وأودت في حالات شاذة إلى الموت داخل وخارج أوراش العمل.
ففي شهر واحد وقعت ثلاثة حوادث مؤخّرا، لا تفرق بين الحادثين الأخيرتين عدا 24 ساعة فقط،كان ضحيتها هذه المرة مهاجر مغربي في عقده الرابع، يقطن "كاسطيل فرانكو إيميليا" لعدة سنوات بصحبة زوجته و3 من أطفاله.
هذه الحادثة التي وقعت يوم الجمعة الماضية على الساعة الحادية عشر ونصف صباحا، داخل ورشة بناء ب"سان تشيزاريو سولبانارو" بعمالة مودينا جهة "بونطي سان أومبرودجو"، والتي دوّت في أوساط الجالية المغربية كالصاعقة ، وأودت بحياة هذا العامل المسكين الذي يشتغل في البناء بشركة "بيرناردوني دجانفرانكو وباولو".
مات لتوّه جراء سقوط عمود إحدى السواري الإسمنتية عليه، بينما كان يقوم بهدم مبنى قديم بشارع بانييزي، مستعملا آلة رافعة تستخدم للهدم ،كانت موضوعة على سيارة شحن تابعة لنفس الشركة.
فحسب مصدر رجال الدرك ، كانت هذه الحادثة حتمية بكل المقاييس، كما أنها لم تترك للضحية أي فرصة للنجاة وتفادي الخطر، فخابت كل المحاولات لإنقاذه ولم يجد زملاءه والمسؤولون في الورشة أية وسيلة أخرى، ما عدا إخبار رجال الدرك والإسعاف وطبيب الشغل.
هذا، وتشير أخبار من عين المكان ،على أن الشرطة الجنائية دخلت على الخط لتحقق في النازلة، وتسرع في التحريات الميدانية، للوقوف على مجريات الأمور والتأكد من خلوّ الحادثة من رائحة الجريمة أو تضليل التحقيق والعدالة،مع جمع كل الدلائل المتعلقة بهذا الملف.
لم يستطع رجال الإسعاف من جهة،إحداث أي تقدم في إسعاف الضحية وإنقاذه من هذا الموت المحقق ،ولم تنفع معه أي إسعافات أولية، وفارق الحياة قبل أن يصل إلى المستشفى.
فمن جهة ثانية، تدخّل طبيب الشغل ليتأكد بدوره من مجريات الحادثة، ويملأ تقريره الميداني، معاينة للظروف التي أودت بحياة هذا العامل، والوقوف على مدى تطبيق القوانين الخاصة بالعمال داخل الورشة، والتعرّف على ديناميكية الحادث الأليم ، وغير ذلك من الفحوصات والبحوث الميدانية.
هذا، واعترفت نقابة العمال بالكونفدرالية العامة الإيطالية للشغل (تشيجييل)على لسان "مارشيلّي بيكاتي" ممثل الكونفيدرالية، الذي أوضح أنه حسب ما لديه من معطيات أولية حول هذه الحادثة، تؤكّد بأنه توصل إلى أن قوانين السلامة بمسرح الحادثة كانت تقريبا غير مطابقة ومتلائمة مع خطورة العمل بالورشة.
وهذا يعود بالتأكيد، إلى تقصير الشركة صاحبة المشروع في حماية هذا العامل ،إذ لا يعقل أن تتمّ عملية هدم من هذا النوع، معتمدة فقط على حزام مربوط بذراع رافعة محمولة على سيارة للشركة.
وهذا في حد ذاته، مخالف لقانون السلامة، وسوف تتحمل الشركة عواقب هذا الانتهاك، وستؤدّي ثمن خطئها، وتتحمّل مسؤوليتها الكاملة،والقانون واضح في هذا الباب.
فمن المرجّح أن تزيد ظاهرة استغلال الأجانب في إيطاليا عن الحدّ المتوقّع في ظروف هذه الأزمة الخانقة، وذلك عائد إلى أجورها المتدنية واستخدامها في مهن لا يقبلها العمّال الإيطاليون، وخاصة أنها لا تخضع إلى شروط سلامة وتوفير معدات ووسائل وقاية.
فهذه التقصيرات والتجاوزات تضرّ بالدرجة الأولى بصحة العامل وتمسّ بكرامته وتدوس حقوقه، كما تعرّضه لأخطار مهنية وعاهات مستديمة أو تقضي على حياته تماما كما حدث للمهاجر المغربي.
فللأسف الشديد تتطوّر الأمور بسرعة فائقة في حقل الهجرة بهذا البلد الواقف على حافة بركان، فبعد مرحلة عودة الآلاف من مهاجري إيطاليا بالأمس طواعية جراء الطرد والتمييز والتضييق ،
أتى الدور على جاليتنا اليوم أن تفارق البلاد كرها محمولة داخل صناديق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.