كثر الحديث عن صيام الحائض وزاد اللغط حول هذا الموضوع فلم يكن الغرض من صناع الفتنة والتفرقة هو اثارة العلم والمعرفة فللمعرفة والعلوم مسالكها وطرقها وللبحث العلمي أخلاقياته، فليست البقرة الأقوى هي الأكثر خوارا وانما الأكثر إدرارا، فليست العبرة بكثرة اللغط وسكوت اهل العلم عن الجواب ليس ضعفا، واستغلال بعضهم عدم ردهم وجعله دليلا على ضعف موقفهم، بل حاشا وكلا، و لا يمكن أن تؤخذ الأمور على حين غفلة من أهلها، من استدراج للعامة ال نقاشات فارغة باسم العلم ، واستغلال نِسَبِ الامية والجهل المرتفعة في بلدنا، وجعلها سببا لنشر القلاقل والفتن التي ما فتئ المغرب يطفئها خارج المملكة فإذا ببعضهم يريد نشرها داخله، كل ذلك باسم العلم وما هو بعلم، ولن أتناول في هذا المقال الصحفي الجانب الشرعي من مسالة صيام الحائض في رمضان وكيف أن الشريعة الإسلامية رحمت المرأة قبل أن يكون هناك بحث علمي جاد أو غيره وأنصفها قبل ان ينصفها العلم. ولا زلت أؤكد ان غرضي في هذا المقال إنارة الرأي العام والتنبيه على المغالطات التي نشرت باسم العلم وتحت لواء الدعوة إلى اعمال العقل، وهنا لن استشهد بالبحوث العربية ولا الشرعية، حتى لا يطعن في هذا المقال بالتحيز وان المسلمين ينحازون في بحوثهم لأطروحاتهم ومعتقداتهم القبلية من غير تجرد لأخلاقيات البحث العلمي. وسأبرز بما لا يدع مجالا للشكل تأثيرات الحيض على الحالة الصحية للمرأة والنفسية والعاطفية وراي العلم في ذلك كله، معتمدا على البحوث العلمية الرصينة من أرقى الجامعات الدولية الغربية والبحوث التي انارت البحث العلمي وصارت بذلك مرجعا في الأوساط العلمية الدولية، وسننطلق من اهم قواعد وأخلاقيات البحث العلمي وهي التجرد وعدم الانحياز ونقبل مسبقا بنتائج الدراسات العلمية والأكاديمية التي توصلت اليها. أولا الحيض هو ظاهرة تتعرض لها النساء بشكل دوري، وتتميز بنزيف دموي من الرحم يحدث عادةً مرة في الشهر، ولذلك قد تم إجراء العديد من الدراسات والأبحاث الغربية لفهم هذا، وتوجد العديد من الدراسات والأبحاث التي تناقش تأثير الحيض على الحالة الصحية والنفسية للمرأة. فيما يلي بعض الدراسات والأبحاث الغربية التي تتناول هذا الموضوع: التأثيرات النفسية والعاطفية للحيض الدراسة الأولى: Menstrual cycle symptoms are associated with changes in low mood: A longitudinal study": يعد هذا البحث مساهمة مهمة في فهم التأثيرات النفسية للحيض على النساء ويشير إلى ضرورة تقديم الدعم اللازم والعلاج الملائم للنساء اللاتي يعانين من أعراض الحيض الشديدة والتأثيرات النفسية المرتبطة بها. وتوصلت الدراسة إلى أن هناك ارتباطا إيجابيا وقويا بين أعراض الحيض والتغيرات في المزاج المنخفض لدى النساء ، ولوحظ أن الأعراض النفسية المشتركة مثل الاكتئاب والقلق يمكن أن تتفاقم خلال فترة الحيض، وتزداد هذه التغيرات لدى النساء اللاتي يعانين من أعراض الحيض المزمنة والشديدة وأشارت الدراسة إلى أهمية التفهم والتعامل مع الآثار الصحية والنفسية للحيض على النساء لتخفيف التأثيرات السلبية للحيض، مثل ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة والتغذية الصحية والاسترخاء واستخدام أساليب إدارة الضغوط. ووجدت الدراسة أن 70٪ من النساء اللاتي يعانين من أعراض الحيض المزمنة والشديدة يعانين من تغيرات في المزاج المنخفض خلال الدورة الشهرية، وكانت نسبة النساء اللاتي يعانين من أعراض الحيض المزمنة والشديدة ويشعرن بتأثيرات سلبية على المزاج خلال فترة الحيض ويعانين من المزاج المنخفض أعلى بشكل ملحوظ مقارنةً بالنساء اللاتي لا يعانين من أعراض الحيض. وباختصار، أكدت الدراسة أن هناك علاقة واضحة بين أعراض الحيض والتغيرات في المزاج المنخفض لدى النساء، بل ويشعرن بتأثيرات سلبية على المزاج خلال فترة الحيض. يتضمن ذلك زيادة في الشعور بالحزن والغضب والاكتئاب. الشيء الذي أكدته الدراسة الموالية التالية: الدراسة 2: "Menstrual cycle phase does not predict depressive symptoms in women with major depressive disorder" " كشفت الدراسة علاقة مرحلة الدورة الشهرية بأعراض الاكتئاب في النساء وهدفت الدراسة إلى تحديد ما إذا كانت مرحلة الدورة الشهرية تؤثر على حدة الاكتئاب لدى النساء المصابات بالاكتئاب الكبير. تم تجنيد عينة من النساء اللواتي يعانين من اضطراب الاكتئاب واللواتي كانت لديهن دورة شهرية منتظمة. تم تقييم الأعراض الاكتئابية باستخدام مقياس الاكتئاب السريري،وتم تحديد مرحلة الدورة الشهرية باستخدام متغيرات هرمونية، مثل مستوى الاستروجين والبروجستيرون في الدم. أظهرت الدراسة أن هناك اختلافات كبيرة بين النساء في حدة الاكتئاب، بغض النظر عن مرحلة الدورة الشهرية. يشير هذا إلى أن العوامل الأخرى، مثل العوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية، قد تكون لها دور هام في تحديد حدة الاكتئاب. تشير الدراسة أيضًا إلى أن هناك اختلافات كبيرة بين النساء في حدة الاكتئاب بغض النظر عن مرحلة الدورة الشهرية. هذا يشير إلى وجود عوامل أخرى تؤثر في حدة الاكتئاب، مثل العوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية وقد تكون العوامل الهرمونية مهمة في تنظيم الدورة الشهرية، ولكنها قد لا تلعب دورًا كبيرًا في تحديد حدة الاكتئاب. تأثير الحيض عل الحالة الصحية للمرأة: الدراسة 3: Menstrual characteristics and risk of cardiovascular disease دراسة "Menstrual characteristics and risk of cardiovascular disease" تكشف العلاقة بين الخصائص الدورية للحيض ومخاطر أمراض القلب لدى النساء وتمت هذه الدراسة عبر مراجعة وتحليل البيانات المتاحة من الدراسات السابقة التي أجريت في هذا المجال. أهم النتائج التي خلصت إليها الدراسة هي كما يلي: وجدت الدراسة أن النساء اللاتي يعانين من فترة حيض طويلة (أكثر من 7 أيام) قد يكون لديهن مخاطر أعلى للإصابة بأمراض القلب مقارنة بالنساء اللاتي يعانين من فترة حيض أقصر، ووجدت الدراسة أن النساء اللاتي يعانين من نزيف حيض شديد قد يكون لديهن مخاطر أعلى للإصابة بأمراض القلب مقارنة بالنساء اللاتي يعانين من نزيف حيض أقل شدة. وأوضحت أيضا أن النساء اللاتي يعانين من انتظام غير طبيعي للحيض (أقصر من 24 يومًا أو أطول من 38 يومًا) قد يكون لديهن مخاطر أعلى للإصابة بأمراض القلب. توصلت الدراسة إلى أن هناك علاقة بين الخصائص الدورية للحيض ومخاطر أمراض القلب لدى النساء. اوصت بالحفاظ على نمط حياة صحي بتبني نمط حياة مختلف يتضمن النشاط البدني المنتظم، والتغذية المتوازنة، والحفاظ على وزن صحي. قد يكون لهذه العوامل تأثير إيجابي على صحة القلب وقد يساعد في تقليل المخاطر، بالإضافة الى الاستشارة الطبية للنساء اللاتي يعانين من خصائص دورية للحيض المرتبطة بزيادة مخاطر أمراض القلب. أكدت دراسات أخرى أثر الحيض على جسد المرأة ووضحت علاقة ذلك بالحالة النفسية والمزاجية للمرأة كما سنبينه في الدراسة الموالية. التأثيرات الجسدية للحيض على المرأة: الدراسة 3: Menstrual cycle symptoms are associated with changes in low mood: A longitudinal study":ا أكدت هذه الدراسة أن التغيرات السلبية في المزاج ترتبط بشكل وثيق بالأعراض الجسدية للحيض، مثل الألم الشديد، والتعب، والغثيان. وأشارت النتائج إلى أن هناك تباينًا فرديًا في استجابة النساء لأعراض الحيض وتأثيرها على المزاج، حيث يمكن لبعض النساء أن يكون لديهن تأثيرات سلبية أكثر من الاخريات. ويوضح البحث أهمية مراقبة وتقييم الحالة النفسية لدى النساء خلال فترة الحيض، وتوفير الدعم اللازم والعلاج المناسب للتخفيف من التأثيرات السلبية على المزاج. باختصار، تشير الدراسة إلى أن هناك علاقة بين أعراض الحيض والتغيرات السلبية في المزاج لدى النساء، مع ارتباط وثيق بالأعراض الجسدية للحيض.، وأن النساء اللاتي يعانين من أعراض الحيض المزمنة يواجهن تحديات صحية ونفسية أكثر من النساء اللاتي لا يعانين من تلك الأعراض، مع زيادة في الاكتئاب والحزن والقلق. باختصار، توصي الدراسة بزيادة الوعي والتثقيف، وتقييم الحالة النفسية، وتقديم الدعم النفسي والعلاجي، وتطوير استراتيجيات فعالة للتحكم في الأعراض، وتعزيز الدعم الاجتماعي، وتعزيز الرعاية الصحية المتكاملة، والبحث المستقبلي، والتوعية العامة كتوصيات لتعزيز صحة المرأة خلال فترة الحيض. وهناك العديد من الدراسات التي تناقش تأثير الحيض على الحالة الصحية للمرأة. فيما يلي بعض الدراسات المهمة في هذا المجال: • "Menstrual characteristics and risk of cardiovascular disease" (الخصائص الدورية ومخاطر أمراض القلب): هذه الدراسة تبحث في العلاقة بين الخصائص الدورية للحيض، مثل الانتظام والمدة والنزيف الشديد، ومخاطر أمراض القلب لدى النساء. وجدت الدراسة أن وجود تغيرات في الخصائص الدورية للحيض قد يرتبط بزيادة مخاطر أمراض القلب. • "Menstrual cycle characteristics and risk of breast cancer" (الخصائص الدورية للحيض ومخاطر سرطان الثدي): تكشف الدراسة العلاقة بين الخصائص الدورية للحيض ومخاطر سرطان الثدي. وجدت بعض الأبحاث أن النساء اللاتي يعانين من دورة شهرية غير منتظمة أو نزيف شديد قد يكون لديهن مخاطر أعلى للإصابة بسرطان الثدي. الدراسة 4: اضطرابات النوم المصاحبة لفترة الحيض Menstrual disorders and mental health: results from the National Comorbidity Survey- Adolescent Supplement " كشفت العلاقة بين اضطرابات الحيض والصحة العقلية لدى المراهقات. تمت الدراسة باستخدام البيانات المستقاة من مسح الاضطرابات المترافقة للمراهقين. أظهرت النتائج أن الفتيات اللواتي يعانين من اضطرابات الحيض كانوا أكثر عرضة لتطوير اضطرابات نفسية في المستقبل، الشيء الذي يؤثر على الجودة الحياتية بشكل عام، بما في ذلك الأداء الأكاديمي والعلاقات الاجتماعية. توصلت الدراسة إلى أن هناك علاقة وثيقة بين اضطرابات الحيض والصحة العقلية لدى المراهقات. كما نصحت بتوفير الدعم النفسي والعلاج المناسب للفتيات اللواتي يعانين من اضطرابات الحيض والاضطرابات النفسية المرتبطة بها. كما يجب توفير المعلومات اللازمة للمراهقات وأسرهن حول الحيض وصحته العقلية. الشيء الذي أكدته الدراسة الموالية مرة أخرى : الدراسة 5: Associations between menstrual cycle characteristics and sleep disturbances in women in the American general population" تعتمد هذه الدراسة على "Associations between menstrual cycle characteristics and sleep disturbances in women in the American general population" على الربط بين خصائص الدورة الشهرية واضطرابات النوم لدى النساء في السكان العام الأمريكي. يهدف البحث إلى فهم العلاقة بين العوامل المرتبطة بالحيض والنوم وتأثير ذلك على صحة النساء. تمت الدراسة باستخدام استبانة شملت عينة من النساء في السكان العام الأمريكي وثم جمع البيانات حول خصائص الدورة الشهرية، مثل المدة والتغيرات في النزيف، وكذلك الأعراض المرتبطة بالحيض، مثل الألم والتورم وتم تقييم الاضطرابات الخاصة بالمرأة الحائض في هاته الفترة، فوجدت الدراسة عدة نتائج رئيسية: أولها: وجود ارتباط بين خصائص الدورة الشهرية واضطرابات النوم: وجدت الدراسة أن بعض خصائص الدورة الشهرية، مثل المدة الطويلة للحيض وتغيرات النزيف، كانت مرتبطة بزيادة في اضطرابات النوم، مثل صعوبة النوم واستيقاظ متكرر في الليل. وأكدت على تأثير الأعراض المرتبطة بالحيض على النوم وأظهرت الدراسة أن وجود أعراض مثل الألم والتورم المرتبطة بالحيض كان له تأثير سلبي على نوعية النوم والتسبب في اضطراباته. الدراسة 7: Weissman AM، Hartz AJ، Hansen MD، وآخرون. "The natural history of primary dysmenorrhoea: a longitudinal study." BJOG. 2004 Sep; 111(9):957-63. تمت متابعة لمدة 17 عامًا النساء اللاتي تعانين من الدسمنوريا الأولية- واستمرارية الدورة الشهرية المؤلمة- وتم تسجيل الأعراض والتغيرات على مدى الفترة الزمنية. تتناول الدراسة "The natural history of primary dysmenorrhoea: a longitudinal study" التطور الطبيعي لحالات الدورة الشهرية الأولية. وفيما يلي ملخص مفصل للدراسة مع أهم النتائج: وجدت الدراسة أن 89٪ من النساء المشاركات استمروا في تجربة الدسمنوريا-عسر الحيض- بعد 17 عامًا من البدء. خلصت الدراسة إلى أن الدسمنوريا الأولية عادة ما تستمر لسنوات وقد تتراوح في الشدة، ولا توجد عوامل محددة تنبأ بمدى استمرارية الأعراض. هدفت الدراسة إلى تقييم العوامل المؤثرة في تطور واستمرارية الدورة الشهرية المؤلمة الأولية (الدسمنوريا) على مدى الوقت. الخلاصة: يمكننا تلخيص نتائج هذه الدراسات في النقاط الاتية: 1. الاكتئاب والقلق يمكن أن يتفاقم خلال فترة الحيض 2. أهمية التفهم والتعامل مع الآثار الصحية والنفسية للحيض على النساء لتخفيف التأثيرات السلبية للحيض. 3. وجدت الدراسات أن 70٪ من النساء اللاتي يعانين من أعراض الحيض المزمنة والشديدة يعانين من تغيرات في المزاج المنخفض خلال الدورة الشهرية. 4. ازدياد التغيرات لدى النساء اللاتي يعانين من أعراض الحيض المزمنة والشديدة 5. زيادة في الشعور بالحزن والغضب والاكتئاب 6. أن النساء اللاتي يعانين من فترة حيض طويلة (أكثر من 7 أيام) قد يكون لديهن مخاطر أعلى للإصابة بأمراض القلب مقارنة بالنساء اللاتي يعانين من فترة حيض أقصر. 7. أن النساء اللاتي يعانين من انتظام غير طبيعي للحيض (أقصر من 24 يومًا أو أطول من 38 يومًا) قد يكون لديهن مخاطر أعلى للإصابة بأمراض القلب 8. أوصت الدراسات بالحفاظ على نمط حياة صحي بتبني نمط حياة مختلف. 9. توصي الدراسة بزيادة الوعي والتثقيف، وتقييم الحالة النفسية، وتقديم الدعم النفسي والعلاجي، وتطوير استراتيجيات فعالة للتحكم في الأعراض، وتعزيز الدعم الاجتماعي، وتعزيز الرعاية الصحية المتكاملة، والبحث المستقبلي، والتوعية العامة كتوصيات لتعزيز صحة المرأة ورفاهيتها خلال فترة الحيض. 10. العلاقة بين الخصائص الدورية للحيض ومخاطر سرطان الثدي. 11. حدوث اضطرابات النوم المصاحبة لفترة الحيض. 12. العلاقة بين اضطرابات الحيض والصحة العقلية لدى المراهقات 13. أن الفتيات اللواتي يعانين من اضطرابات الحيض كانوا أكثر عرضة لتطوير اضطرابات نفسية في المستقبل. 14. وجدت الدراسة أن 89٪ من النساء المشاركات استمروا في تجربة الدسمنوريا-عسر الحيض- بعد 17 عامًا من البدء. فإذا كان العلم والدراسات الاكاديمية الحديثة قطعت الشك باليقين فيما ما تعانيه المراة في فترة الحمل فيبقى السؤال قائما ما قيمة ادخال المجتمع المغربي في نقاشات عقيمة باسم العلم ، على ان الحقيقة هي التوافق بين تعاليم الدين الإسلامي والعلم لا التخالف.