يعيش الطفل يحيى وضعا صعبا بسبب التشوهات الخلقية التي يعانيها، ولسبب فقر الأسر فوالداه لا يقويان ماديا على تتبع حالته وعلاجه، لذلك فهما يطلبان من كل من له مقدرة على مساعدتهما والأخذ بيدهما ماديا أو طبيا الاتصال بهما عبر الهاتف أو مباشرة بسوق السبت القديم ضواحي تطوان. يحيى يستعد لإطفاء شمعته الثانية، عيد ميلاده يصادف الخامس من مارس المقبل، هل سيتمكن من إطفاء شموع العيد كباقي الأطفال، أم أنه لا يبالي لا بالعيد ولا بشموعه، قدره جعله طفلا غير عادي منذ الولادة، تشوهات خلقية غريبة تلك التي صاحبت ظهوره في هاته الدنيا، وجعلت والديه الشابين أمام واقع مرير، بسبب ضعف الحال من جهة، وصعوبة تتبع حالته من جهة ثانية. “عامين هادي وحنا ماشيين جايين للرباط، باقي ما قالونا والو ومعارفين والو”، يقول مصطفى والد يحيى والدموع تتخفى من وراء عينيه التي يبدو أنهما أدمعتا كثيرا خلال السنتين الأخيرتين. “حتى لدابا ما عارف والو ماقالو لي والو، كنمشيو للرباط المخاسر على الجهد، كل مرة تحاليل وراديوهات بأموال كثيرة، كنرجعوا فحالنا بحال اللي مشينا”، يوضح الأب الذي لا يعرف أي شيء عن حالة ولده، ففي كل مرة يسافر فيها إلى مستشفى الأطفال في الرباط، عليه أن يستلف المال وأن يطلب من هذا وذاك مساعدته، في قرية أهاليها في أمس الحاجة لكل سنتيم، بسبب حالة الفقر التي يعيشها غالبية السكان نتيجة الإهمال وغياب فرص الشغل بالقرية، خاصة أن مصطفى كان متحفظا جدا في نشر موضوع ابنه وطلب المساعدة التي هو في أمس الحاجة إليها. “كنخدم أسبوع وكنكلس شهار، كيفاش غادي يمكنلي نربي هاد الوليد”، يضيف وكلماته تخنقه. “النهار الكحل عندي هو ملي كنكون ماشي للرباط، كنتفكر داك السبيطار والمشاكل والإهمال ومع ذلك كنمشي غير على أمل أني نسمع شي هدرة والو، كيجتمعو شي أطباء على الوراق ديالو كيبقاو كيهدرو بالفرنسية ما كنعرف منها والو، من بعد كيعطيوني رانديفو جديد وكنرجع”، تلك خلاصة رحلات الأب والأم إلى مدينة الرباط لتتبع حالة ابنهما.