صحيفة اسرائيلية تقول أن الحلم بانشاء تحالف عربي اسرائيلي ضد ايران تبدد؟ فهل حقا تبخر؟ هناك الرياض و هنالك أبوظبي، الأخيرة طالما تركت مجالا للتقارب مع طهران، خاصة دبي، فالعاصمة تعتبر منفذا ايرانيا للتملص من بعض العقوبات الغربية، رغم ملف الجزر التي تعتبرها الامارات محتلة من طرف فارس. منذ المصالحة القطرية السعودية، والحليفان بن زايد و بن سلمان في شقاق كما تتحدث مصادر، الامارات خدعت الرياض في اليمن، استولت على المعابر و تركت لها القصف و الخسائر!!! الحرب في روسيا، أزمة خاشقجي، ملف حقوق الانسان...أمور عدة، جعلت بن سلمان يتجه في مسارات أخرى، ليعيد الرياض حيث كان عمه الراحل عبد الله، لنتذكر المصالحة و التقارب و أجواء الصفاء بين الجارتين...بالمقابل لم تكن السعودية بالحماس الذي هرولت فيه أبوظبي و دول التطبيع نحو اسرائيل و الاتفاق الابراهيمي....هنا قد يظهر أن تيارين عربيين، أحدهما يتمادى في تحالفه مع الكيان، وآخر يقدم و يؤخر و يثبت، دون أن لا ننسى تيار الممانعة، فهل حقا كما قالت الصحيفة الاسرائيلية، تبدد الحلم؟ نجد في مثال الامارات، جوابا على بعض هذا السؤال، فالإمارة مهدت أجواء المصالحة مع دمشق، ولم تنخرط في حملة العداء ضد طهران...لتجعل من مصالحها بوصلة تتقاطع فيها علاقاتها مع الأضداد...غير أن سقف هذا التقاطع قد يصل منتهاه، كما قال بوش، فإما معنا أو ضدنا، فالملف النووي ليس بالهين، ايران و الكيان في حرب بالوكالة تمتد من البر إلى البحر....وهذا ما يزعج الكيان فهو في حاجة لاصطفاف يمنع ايران من امتلاك قوة رادعة بل ناسفة لوجوده!!! اتفاق بيجين، يظهر غياب دول و حضور أخرى، أين القاهرة مثلا؟ عودة العراق، دبلوماسية عمان.....الصين و ليست واشنطن، كيف ستتقبل دول عربية هذا الاتفاق، وقد بنت قطع علاقاتها على مبدأ التضامن مع الرياض و المنامة؟ أمور كثيرة تعيد دورة العلاقات الثنائية العربية الايرانية، إلى حالة مصالحة، نتمنى أن تطول و تمتد فلا يعكر صفوها مكائد الكيان و جاراته و أصدقائه.