تحت شعار "مستمرون حتى إسقاط الفساد والاستبداد" أحيى نشطاء حركة 20 فبراير المجيدة بخنيفرة الذكرى الثانية لتأسيس الحركة عشية يوم الأربعاء 20 فبراير 2013، وسط إجماع كبير على الرجوع إلى الشارع حتى تحقيق المطالب التي خرجت من أجلها الحركة، وقد حضرت إلى ساحة 20 فبراير وسط المدينة ابتداء من الساعة السادسة مساء حشود من المواطنين وهيئات وفعاليات جمعوية وحقوقية وحزبية وأمازيغية ونقابية، كانت من المساندين للحركة منذ نشأتها وكان نشطاؤها من المشاركين في محطاتها النضالية، كما حضر أيضا في الوقفة معطلو "المجموعة المحلية للمجازين المعطلين بخنيفرة"، إضافة إلى عمال شركة النظافة المطرودين من عملهم. وقد تميزت المحطة التي جاءت تخليدا للذكرى الثانية لحركة 20 فبراير المجيدة بعودة أجواء الحماس في صفوف النشطاء الذين رفعوا شعارات قوية تفضح الفساد القائم، وتدعو إلى التكتل قصد انتزاع المطالب، وتحذر من مغبة استمرار الأوضاع على ما هي عليه، وتكشف حقيقة الأوضاع الاجتماعية المسجلة في ربوع البلاد والحاجة الماسة إلى رفع الأصوات واتحادها في سبيل المناداة بإحقاق العدالة الاجتماعية التي تعد مدخلا أساسيا نحو إصلاح القطاعات التي تشهد تراجعا مخيفا كالتعليم والصحة بدرجة أولى، إذ صدحت الحناجر بشعار " غلا الزيت واش آخر ، غلا الضوء واش آخر غلات المعيشة واش آخر" كما صدحت أيضا بشعارات تذكي الحماس من قبيل "إلى الأمام إلى الأمام يا شباب الحرية" وأخرى تدعو إلى ترسيخ الحقوق الثقافية للشعب المغربي من قبيل "تمازيغت أوال إينو أتاروغ سيذامن إينو"، وجاءت الشعارات الأخرى لتفضح البطالة المستمرة في صفوف حاملي الشهادات المعطلين من قبيل "يا هاداك يا هاديك شوف شوف لولادك قراو قراو حتى عياو ولاحوهوم يتراماو" و "توظيفات لصحراوة المباراة للبقية هذي هي العنصرية".
ولم تخل الوقفة من رفع شعارات أخرى عرجت على التراجعات الخطيرة على كافة الأصعدة واحتفت بشهداء الحركة على صعيد المغرب عموما، ونددت بسياسة النعامة التي تنتهجها الحكومة الحالية والحكومات التي مرت قبلها، وببقاء رؤوس الفساد شاخصة دون أن ينالها مقص العدالة والمحاسبة.
واختتمت الوقفة التي كان الحضور فيها لافتا بكلمة قصيرة، حيث حيت شهداء الحركة الذين أفدوا أرواحهم في سبيل مطالب الشعب، وأحاطت بمجمل الأوضاع المتردية التي يعيشها المواطن المغربي في ظل التجاهل المستمر للمطالب المشروعة والملحة وفي ظل كذبة الدستور الجديد والحكومة الجديدة، كما عرجت أيضا لتذكر بالدواعي والأسباب الكامنة وراء التأسيس وبالمطالب التي لم تتحقق على كافة الأصعدة، واعتبرت بقاء جميع المطالب معلقة بمثابة استمرار للحراك الفبرايري في شوارع البلاد إلى أن تتحقق، هذا وذكرت بالتراجعات الخطيرة أيضا على المستوى المحلي خاصة ما يتعلق بملف عمال شركة النظافة "الكل نظيف" الذين طردوا نتيجة تأطيرهم نقابيا، وما يتعلق بالتهميش المستمر للقرى والمداشر المحلية، كما استنكرت الحكم القاسي على نشطاء انتفاضة أكلموس ب 10 أشهر نافذة و500 درهما غرامة، وفضحت تغاضي سلطات خنيفرة عن الطرد التعسفي الذي تعرض له سكان إحدى المنازل جانب محكمة الأسرة من طرف حفصة أمحزون وتسامح السلطات مع حوادت الوفاة التي وقعت بمنجم عوام، ناهيك عن الحدث البارز الذي شهدته ميدلت والمتعلق بإجبار مواطن من قبل نائب لوكيل الملك بتقبيل حذائه.
ولم يفت الحركة أن تدعو المواطنات والمواطنين إلى الحضور المكثف في المسيرة التي ستشهدها مدينة خنيفرة استجابة لنداء اليوم الوطني الذي سيقام يوم الأحد24 فبراير 2013 ابتداء من الساعة الرابعة عشية.