إذا كان الحب قد جمع بين الفنانة ميندي ماكريدي وصديقها دايفيد ويلسون، فإن الموت اختار أن يجمع بينهما أيضًا ويأخذ روحيهما من المكان نفسه والطريقة نفسها.
أطلق دايفيد ويلسون النار على نفسه منذ حوالي شهر في شرفة منزل ميندي ماكريدي، ويوم الأحد الماضي ماتت ميندي ماكريدي في الشرفة نفسها برصاصة أطلقتها على نفسها لتنهي حياتها المضطربة التي أفسدها الادمان والصراعات النفسية التي أنهكتها.
بدأ مشوار ميندي ماكريدي مع الشهرة عام 1996 عندما أطلقت أول ألبوماتها (10 آلاف ملك) وحققت من خلاله شهرة طاغية ونجاحًا استثنائيًا خصوصًا أغنيتها (Guys Do It All the Time) التي فازت بالمرتبة الأولى في كل مؤشرات أغاني الريف، كان نجاح الأغنية مبهراً ولكنها فشلت في أن تحقق نفس المستوى من النجاح طوال الأربعة عشر عاماً التالية على الرغم من إصدارها 4 ألبومات أخرى.
سُمع صوت إطلاق الرصاص من منزل المطربة التي توفيت في عامها السابع والثلاثين، فهرعت الشرطة على إثره الى المنزل لتجدها ميتة على الشرفة، وأشار تقرير الشرطة إلى أنها توفيت نتيجة إصابتها بطلق ناري وجهته إلى نفسها.
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي حاولت فيها ميندي ماكريدي الانتحار، فقد قامت بهذا الأمر ثلاث مرات من قبل منذ عام 2005، إذ تناولت جرعة كبيرة من مسكّن أوكسيكونتين الذي حصلت عليه عن طريق الإحتيال، وكررت الأمر عام 2010 حيث أبلغت والدتها عن تناول ابنتها لجرعة كبيرة من الأدوية في منزلها بغرض الانتحار، كما كانت حياتها مضطربة بشكل عام حيث تم القبض عليها بتهمة القيادة في حالة سكر.
لقد اشتكت ميندي ماكريدي من الحياة التي تعيشها وبدت عليها الحيرة وهي تصرح للأسوشتيد برس عام 2010 بأنها لا تعرف سر حياتها التي تشبه الفوضى المنظمة، واعترفت أن هناك شيئًا ما يجذبها للحياة في عالم من الفوضى، وهناك شيء ما بداخلها يجعل الفوضى تنجذب اليها، وأوضحت أنه ربما كان للشهرة دور في هذا العذاب الذي تحياه.
كما ذكرت شبكة فوكس أخيرًا أن والدها طلب اعادة تأهيلها بسبب ادمانها على الكحول، وأكد أمام القاضي أنها لا تستطيع أن تعتني بنفسها ولا بطفليها، وحكمت المحكمة بإعادة تأهيلها ومنعها من رعاية طفليها، وقد سبق أن أخذت طفلها الأكبر من منزل جدته في فلوريدا معها من دون إذن منها، ومخالفة للحكم الذي جعل من جدته هي الوصية القانونية عليه منذ عام 2007.
مرت ماكريدي بحالة نفسية سيئة بعد وفاة حبيبها دايفيد ويلسون والد طفلها الثاني في 13 يناير الماضي، وأكدت أنها تفتقده كثيراً وأنه كان توأم روحها بكل ما للكلمة من معاني، وأوضحت أنه كان هدية من السماء وكان يعامل طفليها معاملة تفيض بالحنان والاهتمام ولم يكن يفرق بينهما على الإطلاق، وتمنت أن تستطيع عبور تلك الأزمة، وقالت إنها كانت تحدث نفسها دائماً بأنها كلما عايشت المعاناة كلما أصبحت أكثر قوة.
ماتت ماكريدي وارتاحت من الحياة الحزينة التي عاشتها، وانتهى القلق الذي طالما أفسد عليها استمتاعها بالحب والنجاح، وتركت في قلوب من يعرفونها حزناً كبيراً.