" الحاجة غنولي برلماني وغتولي عدي الحصانة...، الحصانة هي نبدا ندير لبغيت ...، وعلاه السياسة عيب؟ السياسة قراية؟ السياسة شي نقوليه وشي اقوليا، كاين لمع وكاين لضد، ملي كيطلعو هدوك لكانوا ضد كيوليو هادوك لمع ضد، واليوم هو مع وغدا هو ضد وحنا غاديين اليوم مع وغد ضد، اليوم ضد وغد مع ...". هكذا لخص الممثل المغربي محمد الجم في قالب مسرحي ساخر معنى السياسة، يجعل العامة تفهمها بلا عسر، ليس في المغرب فقط ، بل في كل بقاع العالم؛ فهي ليست عيبا ولا "قراية" دراسة ولا شهادة ولا دراية ولا كفاءة ولا مسؤولية ولا.. ولا..،بل فقط أن تكون معروفا وتمتلك "السنطيحة وعارف تخرويض" وتجمع بين السياسة والدين والشعبوية في خطاباتك، وتتقن فن الحيلة والوعود الخيالية وتوظف الملامح الشعبية لجذب المواطن المقهور، وتطلق العنان لنفسك تقول ما تشاء وكيف تشاء، فتصل إلى ما تريد وتغير من أحوالك وأحوال أتباعك وكل من يدور في فلكك. فاليوم أنت مع من صوت لك وغدا أنت ضده، وبعد غد تعود إليه في انتظار صيد الفريسة لكي تصبح ضده مرة أخرى ..وهكذا.. والمواطن في زورق يتقاذفه الموج عديم الشراع والربان يبحث لنفسه عن سبيل للنجاة والعبور بأمان، بعد أن منح مفاتيح السياقة خلال الانتخابات لمن لا يحسن القيادة، إلا من رحم ربه. وهنا أتذكر قول الشاعر: نعيب زماننا والعيب فينا "" وما لزماننا عيب سوانا ليست القيم والمبادئ عند البعض هي من تتحكم في المواقف والعمل حتى يظل ذلك الشخص الذي اخترته ووضعت فيه الثقة التامة من خلال خطاباته وبرنامجه وصراخه ووعوده التي لا تعد أمام مواطن بسيط ينتظر الكثير ويثق كل مرة في صورة جديدة قد تكون الحل بالنسبة له، بل كما يقول المثل الأمازيغي "سحيلل تاول" أي أكذب وتتزوج. ذلك منطق أغلبهم؛ يفرشون الأرض بالورود وأهدافهم في مخيلتهم؛ لأن الواقع مهم والكرسي أهم، خطاب الحملة والأحياء الشعبية وسيلة والمقعد في قبة البرلمان غاية وغنيمة. وإذا سألته: ما الذي تغير بين الأمس واليوم؟ يجيبك باختصار وبدم بارد: "هذه هي السياسة".