رغم كل الإكراهات التي حالت دون مشاركة أبرز دعائم المنتخب الوطني المغربي، وهنا الحديث عن كل من نصير مزراوي ونايف أكرد، بالإضافة إلى العميد غانم سايس الذي تعذر عليه إتمام المقابلة بسبب الاصابة، إلا أن وليد الركراكي، عرف كيف يدبر هذه المقابلة ويخرج منها بانتصار تاريخي غير مسبوق، أدخل كرة القدم المغربية مربع كبار العالم، بعد الفوز على البرتغال بهدف دون مقابل. أهم ما ميز هذه المقابلة، هو وضع الثقة في لاعبين هم في الأصل، نتاج خالص للبطولة المحلية، أبانوا على مؤهلات عالية جدا، واستطاعوا إلى حد كبير ملأ ذلك الفارغ الذي فرضته الإصابات التي تعرض لها محترفو الأسود، ما يؤكد أن قراءة الناخب الوطني فيما يتعلق بالأسماء التي اختارها قبل المونديال لتمثيل المغرب، كانت صائبة جدا. ورغم الضغط الكبير الذي فرض على المنتخب الوطني المغربي وهو يواجه عملاقا من قبيل المنتخب البرتغالي، بنجومه البارزين، إلا أن أبطال البطولة المحلية، استبسلوا في شل تحركاتهم وتهديداتهم، وهنا لابد من التنويه بالأداء الباهر الذي بصم عليه الظهير الأيسر يحيى عطية الله الذي عوض بكل جدارة زميله نصير مزراوي، ونجح في تمرير كرة الخلاص، التي منحت الأسود هدف الفوز من رأسية خرافية للهداف يوسف النصيري. كما أن هذا الحدث الكروي التاريخي دون بمداد من الفخر ما قدمه قطب دفاع المنتخب، البديل جواد الياميق، الذي كان خير خلف للمدافع الشرس نايف أكرد، وهما معا، نتاج خالص للبطولة الوطنية، إلى جانب العروض الخيالية التي بصم عليها خريج أكاديمية محمد السادس، اللاعب عز الدين أوناحي، الذي أدهش العالم بمهاراته الغالية. وعموما، يمكن القول أن الركراكي، وبخيارات اضطرارية، استطاع أن يحقق أمل وحلم كل المغاربة، بل وحتى العرب والأفارقة، بعد أن قاد الأسود إلى مربع كبار العالم، في انتظار أن تتواصل الرحلة المونديالية، بحثا عن إنجاز آخر قد يكون بحق أكبر مفاجأة في مونديال قطر 2023.