لا حديث بابن جرير والرحامنة عموما الا عن واقعة وفاة الشاب ياسين الشبلي، والذي لفظ أنفاسه الأخيرة بعد زوال الخميس الماضي، 6 أكتوبر، في ظروف وصفتها عائلته وحقوقيو الإقليم بالغامضة، خصوصا بعد تداول "فيديو" على وسائل التواصل الإجتماعي، للهالك وهو في مستودع الأموات صوره أخوه مباشرة بعد اخبارهم بوفاته كما صرح لوسائل إعلام محلية. الشاب ياسين كان يعمل قيد حياته حارسا للأمن الخاص لدى شركة بمجمع الفوسفاط بابن جرير، أوقفته عناصر أمنية من فرقة الدراجين مساء يوم الأربعاء الماضي بتهم جنحية ترتبط بالسكر العلني والتحرش وقيادة دراجة نارية بدون تأمين، ليتم نقله إلى المنطقة الأمنية الإقليمية بالمدينة، ووضعه رهن تدابير الحراسة النظرية، علما أن مصالح الأمن نقلته من جديد حوالي الواحدة بعد منتصف الليل لمصلحة المستعجلات، بسبب تدهور حالته الصحية، قبل إرجاعه من جديد إلى المنطقة الأمنية، حيث تم الإحتفاظ به حتى حدود الواحدة من زوال اليوم الموالي (الخميس)، ونقله مرة اخرى لمستعجلات المستشفى الإقليمي لكنه هذه المرة كان قد فارق الحياة - كما يؤكد ذلك أفراد عائلته - ، ما استلزم نقل جثمانه لمستودع الأموات بمدينة مراكش بتعيلمات من الوكيل العام من أجل تشريح الجثة وتحديد أسباب الوفاة الحقيقية. بالمقابل، المديرية العامة للأمن الوطني، وفي بلاغ لها تم تعميمه مساء الخميس، تحدثت عن وفاة شخص كان موضوعا تحت تدبير الحراسة النظرية أثناء نقله إلى المستشفى على متن سيارة الإسعاف التابعة للوقاية المدنية. وشددت على أن "جثة الهالك تم إيداعها بالمستشفى رهن التشريح الطبي لتحديد أسباب الوفاة، وأن فرقة الشرطة القضائية باشرت بحثا تحت إشراف النيابة العامة لتحديد ظروف وملابسات هذا الحادث".. الا أن فيديو مسرب في وقت منأخر من اليوم نفسه، يظهر الضحية بمستودع الأموات ويتحدث عن آثار كدمات ويطالب المدير العام للأمن الوطني بالتدخل شخصيا سيغير من وتيرة المعالجة والتحقيق التي يحظى بهما الملف. أولى مؤشرات خروج ملف "ياسين" لدائرة "الضوء"، كان حلول "سعيد العلوة"، والي أمن مراكش، مرفوقا ببعض من مساعديه الأقربين صباح يوم الجمعة بمقر أمن ابن جرير، في تنفيذ - تؤكد مصادر مطلعة - لتعليمات عبد اللطيف الحموشي، والتي شددت على ضرورة التطبيق السليم والحازم للقانون. في حين احتج أفراد اسرة الشاب ياسين وعائلته وجيرانه وأصدقاؤه وعدد من المواطنين في نفس اليوم (الجمعة) أمام مقر المنطقة الأمنية للأمن بابن جرير، ورفعوا شعارات تطالب بكشف حقيقة الواقعة، وفتح تحقيق نزيه فيها. المديرية العامة للأمن الوطني عمدت لنشر بلاغ ثان في القضية، شددت فيه على أن "البحث في قضية وفاة ياسين الشبلي عهد به للفرقة الوطنية للشرطة القضائية"، وأن "عبد اللطيف حموشي أعطى تعليمات آمرة إلى جميع المصالح المختصة من أجل تسخير مختبرات الشرطة وجميع الموارد البشرية المتخصصة لدعم الأبحاث المنجزة في هذه القضية، وذلك لاستجلاء الحقيقة وترتيب المسؤوليات على ضوئها". ما تفعل بوصول فريق بحث تابع للفرقة الوطنية للشرطة القضائية إلى مدينة بن جرير، شرع مباشرة في الاستماعات والتحريات الضرورية، في حين تم تكليف لجنة طبية ثلاثية لإجراء تشريح على جثة الهالك. ردود فعل إيجابية ناجمة عن التحرك السريع للمديرية العامة للأمن الوطني، وسعيها الحثيث لاستجلاء الحقيقة، وتحديد المسؤوليات وتفعيل ما يترتب عنها من جزاءات. الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان بابن جرير، طالبت من جهتها بفتح تحقيق عاجل ونزيه في ظروف وملابسات وفاة الشاب ياسين، في حين نشر فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بابن جرير بلاغا يطالب فيه بترتيب ما يلزم من جزاء ضمانا للحقوق وصونا للحق في الحياة كأقدس حق تضمنه المواثيق الدولية والقوانين الوطنية.