بعد مدة طويلة من المرض والتهميش والتداول المتكرر لإشاعة خبر وفاته، توفي الفنان المغربي نور الدين بكر، عن عمر يناهز ال 70 سنة. الفنان نور الدين بكر، أحد أبرز الوجوه الفنية المغربية في ميدان التشخيص، في المرحلة الماضية، التي كانت فيها الأعمال التلفزية تعرف نوعا من التتبع الكبير جدا، اعتبارا للدور المحوري الذي تشكله التلفزة (القناة "الأولى"، ثم "الثانية" فيما بعد) في معظم البيوت آنذاك!. عاد للواجهة الإعلامية في السنوات الأخيرة، بعد انتشار مقطع من أحد أعماله الفنية يخاطب فيها زميله في مسلسل تلفزي: - "راك غادي في الخسران أ حمادي"! هذا "المقطع" الذي تم تأويله سياسيا، فجاء ملائما للظروف الذي تم تداوله فيها، لم يفت الفقيد "التبرؤ" من المضمون الجديد للمقطع المنتشر، رغم ظروفه الاجتماعية الصعبة، وذلك في سياق تبرم معظم الفنانين /الممثلين المغاربة، خصوصا من الجيلين الأول والثاني (إلا ناذرا) من ربط سوء الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الخاصة لمعظمهم بالظروف العامة.. وهو "موقف" يتم التعامل معه غالبا ببعض "الإيجابية" عبر الاهتمام بهم في مستوى من المستويات!. الفنان الراحل نور الدين بكر، أحد الممثلين العصاميين الهواة الذين أحبوا واحترفوا التمثيل وأبدعوا فيه تلفزيا وسينمائيا ومسرحيا، وكانت إحدى أهم صولاته الفنية البارزة رفقة فرقة "مسرح الحي" التي قدمت عدد من الأعمال الكوميدية الممتعة، السلسة جدا والرائعة.. وكان حضوره مميزا فيها. وداعا الرائع نور الدين بكر،.. ستبقى خالدا في ذاكرة الفن المغربي التلقائي الجميل، الذي كان يشبنا عند نقل صورتنا المجتمعية بأدواتنا البسيطة التي لم تتخلص من ترددها في التعامل مع واقعنا العام، بعد مرحلة طويلة من الخوف من الرقابة السلطوية والمجتمعية، وشح التمويل ونذرة الدعم "عموما" إلا لاحقا!. ومع ذلك فقد كنتم جزء من موروثنا الفني البهي! وللموضوع بقية.