أمر رئيس جهاز الكسب غير المشروع في مصر عاصم الجوهري باستدعاء جمال مبارك نجل الرئيس المخلوع حسني مبارك، وزكريا عزمي، رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق، للتحقيق بتهم تتعلق بالفساد. ويأتي قرار جهاز الكسب غير المشروع بعد اعلان شباب الثورة المصرية نيتهم تنظيم مظاهرة مليونية بميدان التحرير بوسط القاهرة للمطالبة بسرعة القبض على مبارك وعائلته ورموز نظامه واحالتهم لمحاكمة عاجلة. واشارت مصادر متطابقة الى ان تحريات الجهاز كشفت عن 'ممتلكات وثروات ضخمة لجمال وزكريا بما لا يتناسب مع مصادر دخلهما المشروعة'. وقالت ان اسمي جمال وعلاء نجلي الرئيس المخلوع وردا في اوراق ملكية وادارة العديد من الشركات داخل مصر وخارجها، تعمل في مجالات ادارة الثروات، والمضاربة. واضافت ان جمال بحكم تخصصه كمصرفي كان يتولى ادارة اموال ضخمة لوالده تقدر بالمليارات داخل مصر وخارجها، وخاصة في لندن وجنيف وقبرص والولايات المتحدة. ومن المفترض ان جمال مازال يخضع للاقامة الجبرية مع والده والعائلة في قصر اشتراه بثمن رمزي من رجل الاعمال حسين سالم في شرم الشيخ، الا ان تقارير صحافية مصرية اشارت الى ان زوجة جمال، وهي ابنة احد كبار رجال الاعمال في مجال العقارات قد انفصلت عنه وغادرت الى بيت والدها في حي الزمالك الراقي بالقاهرة. ومن المتوقع ان تكشف التحقيقات في ثروات مبارك واولاده عن شبكة فساد واسعة قد تؤدي الى محاكمات قد تكون الاكبر في مصر منذ عقود. وقال مصدر قضائي ان التحريات حول ثروات عزمي وزوجته بهية عبد المنعم سليمان، اكدت انه يمتلك العديد من العقارات والفيلات بما لا يتناسب مع مصادر دخله المشروعة. واضاف ان عزمي سيمثل امام التحقيقات لدى جهاز الكسب غير المشروع، التابع لوزارة العدل، اليوم الاربعاء. وقال النائب العام عبد المجيد محمود ان النيابة لم توجه لمبارك او اي من افراد عائلته الاتهام رسميا. وكان النائب العام اصدر في 28 شباط/فبراير الماضي قرارا بمنع مبارك وأفراد أسرته من السفر، كما قرر منع مبارك من التصرف في حساباته البنكية، وتجميد ارصدته بالخارج. ويثير تأخر التحقيق مع مبارك وعائلته وكبار اعوانه بعد نحو شهرين من تنحيته تساؤلات كثيرة وصعبة، بينها ان كان هناك قرار سياسي بمنع 'اهانة' الرئيس المخلوع باعتباره احد من شاركوا في حرب اكتوبر، او وجود 'شبكة من المصالح المتشابكة والمعقدة' تمنع فتح كل الملفات من دون احراج البعض. وثارت تكهنات مؤخرا باحتمال حدوث 'تصفيات' لبعض المسؤولين المعتقلين لمنعهم من كشف اسرار تتعلق بالفساد في عهد مبارك. وفي الأسبوع الماضي صدر قرار بمنع ثلاثة من كبار مساعدي مبارك من السفر إلى الخارج، كما يجري تعقب مصادر ثرواتهم تمهيدا للتحقيق معهم، وهم رئيس مجلس الشعب السابق فتحي سرور ورئيس مجلس الشورى السابق صفوت الشريف وزكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية.