تناقش واشنطن وحلفاؤها كيفية تأمين خليفة في أوكرانيا في حالة أسر الرئيس فولوديمير زيلينسكي أو قتله على يد القوات الروسية، وفقا لما نقلته صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين من عدة حكومات. وتدور المخاوف في المقام الأول حول التأكد من استمرار وجود حكومة أوكرانية مستقلة بشكل ما، حتى لو وجدت روسيا طريقة لتثبيت قيادة موالية لها في العاصمة كييف. يقول مسؤولون غربيون إن الاعتراف بزعيم مستقل سيساعد في منع أي قادة مدعومين من روسيا من اكتساب الشرعية. كان حضور زيلينسكي وخطاباته التحفيزية من العوامل الرئيسة في الحفاظ على الروح المعنوية للجيش الأوكراني وشعبه، وقال المسؤولون إنه من المهم الاستمرار في ذلك. ويأتي التركيز على تأمين خليفة زيلينسكي، جزئيا، في وقت لم تتضح فيه هذه القضية في دستور أوكرانيا ولأن زيلينسكي نفسه قال إنه لا يريد مغادرة البلاد. ورغم التقارير الإخبارية، تقول نيويورك تايمز إن المسؤولين الأميركيين ينفون عرضهم إجلاء الرئيس أو نصحهم له بالمغادرة. وقد أشادت الحكومات الغربية بعزمه على البقاء والقتال بينما تحاول القوات الروسية التقدم في جميع أنحاء البلاد. ولن تعترف الولاياتالمتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي بحكومة تنصبها روسيا. ومع ذلك، فإن تقويض الحكومة التي تسيطر عليها موسكو في كييف سيكون أسهل بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها إذا كان هناك زعيم شرعي معترف به لأوكرانيا حرة، بدلا من السياسيين المتنافسين على هذا الدور. غير أن بعض القضايا العملية والقانونية تلعب دورا أيضا في حتمية التخطيط لخليفة لزيلينسكي، حسبما تقول نيويورك تايمز، مشيرة إلى التبرعات العسكرية والاقتصادية للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، لإظهار الدعم لأوكرانيا. فقد أرسلت الدول الأوروبية أسلحة أوتوماتيكية وصواريخ ستينغر المحمولة المضادة للطائرات وصواريخ مختلفة مضادة للدبابات ومعدات واقية لإثبات أن الحلفاء عازمون على تعزيز قدرة أوكرانيا على إلحاق الضرر بالقوات العسكرية الروسية. وتوضح الصحيفة أن استمرار هذا الدعم العام "أسهل بكثير مع وجود حكومة فاعلة تقبل المساعدة، حتى لو كانت تعمل في غرب أوكرانيا أو كحكومة في المنفى في بولندا أو رومانيا". وخلال الأسبوع الماضي، ركزت المناقشات المكثفة في البيت الأبيض والاجتماعات المغلقة في الكونغرس على كيفية تقديم المساعدة لأوكرانيا إذا استولت روسيا على العاصمة. وتخطط الإدارة حاليا لمواصلة إمداد الأوكرانيين بالأسلحة علنا. وفي هذا السياق، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأحد، أن بلاده "تعمل جاهدة" للتوصل إلى اتفاق مع بولندا لتزويد أوكرانيا بطائرات حربية. خلال زيارة إلى مولدوفا، قال للصحافيين: "لا يمكنني التحدث عن جدول زمني، لكن يمكنني القول إننا نتعامل مع الأمر بشكل نشط جدا". وتشير نيويورك تايمز إلى أنه كلما طالت فترة قيادة الجيش الأوكراني النظامي المعركة ضد روسيا، زادت احتمالية تمكن أوكرانيا من الاحتفاظ بالسيطرة على كل أو جزء من البلاد.