كشف عبد الفتاح البلعمشي، أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي بجامعة القاضي عياض في مراكش، ورئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات بالرباط، أن "التوتر الحاصل بين روسيا من جهة، وأوكرانيا ودول 'حلف الناتو' من جهة أخرى، بمثابة صراع يظهر ويختفي بين الفينة والأخرى"، مشيرا إلى أن "روسيا اليوم تسعى وراء إعادة تموقعها في السياسة الدولية وخدمة بعض مصالحها، ناهيك عن رغبتها في استبعاد دول 'حلف الناتو' من حدودها". وزاد البلعمشي، في تصريح خص به موقع "أخبارنا"، أن "فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي، يريد من خلال التلويح بالدخول في مواجهة مسلحة مع أوكرانيا و'حلف الناتو' ككل، (يريد) إخبار الصين الشعبية بالتطورات الحاصلة في الملف"، مبرزا أن "بكين وإن لم تدخل في المواجهة بشكل مباشر؛ بيد أن من مصلحتها ما تخطوه موسكو من خطوات في الموضوع". أستاذ العلاقات الدولية نفسه أوضح أن "موقف الاتحاد الأوربي من موضوع التوتر الروسي-الأوكراني متعدد، نظرا إلى تباين القرار السياسي لكل دولة وبلد"، مشددا على أن "من يقود هذا التصعيد في الغرب هي الولاياتالمتحدةالأمريكية؛ بيد أن هناك إجماعا في الغرب على رفض غزو روسيالأوكرانيا، اعتبارا لما يمكن أن تخلفه هذه الحرب من تداعيات وخيمة في مختلف القطاعات". وتابع رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات بالرباط أن "دول الاتحاد الأوروبي تسعى أكثر إلى تطويق الأزمة وإخماد فتيلها"، لافتا إلى أن "القرار الأول والأخير للدخول في حرب بِيَدِ روسيا بوتين"، مؤكدا أن "موسكو لن تقبل أي تواجد عسكري غربي في حدودها مع أوكرانيا". أستاذ القانون الدولي عينه كشف أن "دول العالم أخذت موضوع التهديد الروسي بجدية من أجل حماية أرواح الناس وضمان السلام والأمن لهم"، موردا أن "المغرب بدوره دخل على الخط، من خلال قرار وزارة الخارجية إجلاء مغاربة أوكرانيا تحسبا لأي توتر محتمل"، مشيرا إلى أن "طلبة أوكرانيا لديهم مشكل؛ إذ إنهم مهددون بالطرد من الجامعات في حالة غادروا صوب المغرب، علاوة على مشكل السفر المفاجئ ودون سابق إشعار". وقال البلعمشي إن "الخطاب الأوكراني يرفض التهويل من الموضوع، علاوة على أن فيه تلميحا إلى أن الحرب لن تقع، وأن التهديد الروسي غير جدي، وحتى إن نُفذ (التهديد)، فإنه سيحصل في مناطق بعيدة عن الجامعات ومقرات سكنى الطلبة"، داعيا "وزارة الخارجية إلى التفكير مليا في طريقة للتفاوض مع المسؤولين عن قطاع التعليم العالي في أوكرانيا، من أجل ضمان مستقبلهم الدراسي في حالة غادروا صوب المغرب إلى حين تهدئة الأوضاع بأوكرانيا". كما أوضح أستاذ القانون الدولي أن "دعوة وزارة الخارجية مغاربة أوكرانيا إلى مغادرة كييف دون دعم لا يستقيم، على اعتبار أن هناك أسرا مواردها المالية لا تسمح بإجلاء أبنائها من كييف في هذا الوقت الضيق"، داعيا في ختام تصريحه إلى "إعداد خطة لإجلاء مغاربة أوكرانيا بدعم من الدولة، نظرا إلى أن هذا الوضع مفاجئ وطارئ ولم يكن في حسبان الأسر المغربية، في ظل هذه الظروف المتسمة بأزمة 'كوفيد-19' وما خلفته من تداعيات في مختلف القطاعات والمجالات".