أعلنت شركة "كيوكسيا" لتصنيع الشرائح الإلكترونية الخميس أن تلوّثا في المواد الصناعية عطّل العمليات في مصنعين يابانيين لإنتاج رقائق تخزين الذاكرة الوميضية، فيما حذر محللون من أن الأمر قد يؤدي إلى رفع أسعار المكوّنات الرئيسية للهواتف الذكية. ويأتي الإعلان في وقت يعاني قطاع التكنولوجيا من نقص عالمي في أشباه الموصلات عرقل تصنيع منتجات عديدة، انطلاقاً من السيارات ووصولاً إلى أجهزة ألعاب الفيديو. وأشارت "كيوكسيا" إلى أنها تشتبه بحدوث "تلوّث في المواد المستخدمة في عمليات التصنيع"، ما أدى إلى تعليق العمل جزئيا في بعض المصانع، لكنها لم تقدّم تفاصيل إضافية. وذكرت الشركة التي كانت تابعة لمجموعة "توشيبا" قبل أن تنفصل عنها بأنها تعمل على استعادة الإنتاجية بالطاقة كاملة في المصنعين الواقعين في وسط وشمال اليابان في أسرع وقت ممكن. وأكّدت "ويسترن دجيتال"، شريكة "كيوكسيا" في الولاياتالمتحدة، حدوث اضطراب ولفتت إلى أنه قد يؤدي إلى "انخفاض في (شرائح) التخزين الوميضية المتاحة البالغة سعتها 6.5 إكسابايت على الأقل" في المعملين، اللذين تديرهما الشركتان. ويذكر أن "إكسابايت" وحدة لقياس البيانات الرقمية تعادل مليار غيغابايت. ويطلق على رقائق الذاكرة الوميضية المتأثرة NAND، وهي مختلفة عن أشباه الموصلات التي يعاني العالم من نقص فيها حاليا والتي تستخدم تكنولوجيا أقدم. وقال الخبير في قطاع تصنيع أشباه الموصلات لدى Objective Analysis جيم هاندي لفرانس برس "إذا تسبب الأمر بنقص، فسترتفع الأسعار". وأشار إلى أن تأثّر مصنعين "يعني بأن مورّدا شحن مواد كيميائية فاسدة". وتابع أن "مصنّعين آخرين لشرائح NAND الوميضية سيشترون على الأرجح مواد من المورد ذاته، لذا يمكن أن تكون هذه مشكلة كبيرة". وتملك "كيوكسيا" مع "ويسترن ديجيتال" حصة سوقية في قطاع تصنيع شرائح الذاكرة الوميضية العالمي تبلغ نسبتها 35 في المئة، وفق موقعها. وقال المحلل لدى "معهد أيس للأبحاث" هيديكي ياسودا لشبكة "بلومبرغ نيوز" إن التعطّل قد يرفع أسعار شرائح الذاكرة الوميضية "ما سيغذّي بشكل إضافي الارتفاع الذي شهدته مؤخرا أسعار المكوّنات الناجم عن نقص الإمدادات". وتوقعت شركة "تدريند فورس" لأبحاث السوق ومقرها تايوان بأن الحادث الأخير "قد يرفع أسعار NAND Flash في الفصل الثاني من العام ب5-10%". وقبل الحادثة، كانت الشركة تتوقع بأن يشهد سوق NAND Flash فائضاً طفيفاً في الإمدادات خلال العام تؤدي إلى ضغوط تتسبب بتراجع معدل سعرها من الفصل الأول إلى الثاني. وأدى ازدياد الطلب على الأجهزة الإلكترونية المنزلية التي تستخدم أشباه الموصلات خلال فترة الوباء إلى نقص في إمدادات الشرائح الإلكترونية، وهي أزمة فاقمتها موجة برد في الولاياتالمتحدة وجفاف في تايوان وحريق اندلع في شركة "رينيساس" اليابانية المصنّعة العام الماضي. وأعلنت عدة شركات مؤخراً عن خطط لإنشاء مصانع جديدة لأشباه الموصلات في ظل نقص الشرائح. في نوفمبر (تشرين الثاني)، أعلنت "سامسونغ" بأنها ستشيّد مصنعاً للشرائح الرقيقة في تكساس في استثمار بقيمة 17 مليار دولار. كما أعلنت TSMC التايوانية بأنها ستقيم مصنعا في اليابان بالشراكة مع "سوني" فيما أكدت SMIC، أكبر مصنّع للشرائح الإلكترونية في الصين، في سبتمبر (أيلول) بأنها تنوي تأسيس مصنع جديد في شنغهاي.